! ٧ < ﴿ إِلَاهُكُمْ إِلاهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاٌّ خِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٢٢ - ٢٣ ) إلهكم إله واحد..... > > ﴿ إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ واحِدٌ ﴾ يعني أنه قد ثبت بما تقدّم من إبطال أن تكون الإلهية لغيره، وأنها له وحده لا شريك له فيها، فكان من نتيجة ثبات الوحدانية ووضوح دليلها : استمرارهم على شركهم، وأنّ قلوبهم منكرة للوحدانية، وهم مستكبرون عنها وعن الإقرار بها ﴿ لاَ جَرَمَ ﴾ حقاً ﴿ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ﴾ سرّهم وعلانيتهم فيجازيهم، وهو وعيد ﴿ أَنَّهُ لا * يُجِبْ * الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾ يجوز أن يريد المستكبرين عن التوحيد يعني المشركين. ويجوز أن يعمّ كل مستكبر. ويدخل هؤلاء تحت عمومه.
! ٧ < ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الاٌّ وَّلِينَ * لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٢٤ ) وإذا قيل لهم..... > > ﴿مَّاذَآ ﴾ منصوب بأنزل، بمعنى : أي شيء ﴿ أَنزَلَ رَبُّكُمْ ﴾ أو مرفوع بالابتداء بمعنى : أي شيء أنزله ربكم، فإذا نصبت فمعنى ﴿ أَسَاطِيرُ الاْوَّلِينَ ﴾ ما يدّعون نزوله أساطير الأوّلين، وإذا رفعته فالمعنى : المنزل أساطير الأوّلين، كقوله :﴿ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ ( البقرة : ٢١٩ ) فيمن رفع. فإن قلت : هو كلام متناقض، لأنه لا يكون منزل ربهم وأساطير ؟ قلت : هو على السخرية كقوله :﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ ﴾ ( الشعراء : ٢٧ ) وهو كلام بعضهم لبعض، أو قول المسلمين لهم، وقيل : هو قول المقتسمين : الذين اقتسموا مداخل مكة ينفرون عن رسول الله ﷺ، إذا سألهم وفود الحاج عما أنزل على رسول الله ﷺ، قالوا أحاديث الأوّلين وأباطيلهم ﴿ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ ﴾ أي قالوا ذلك إضلالا للناس وصدّاً عن رسول الله ﷺ، فحملوا أو زاد ضلالهم ﴿ كَامِلَةٌ ﴾ وبعض أوزار من ضلّ بضلالهم، وهو وزر الإضلال، لأن المضلّ والضال شريكان : هذا يضله، وهذا يطاوعه على إضلاله، فيتحاملان الوزر، ومعنى اللام التعليل من غير أن يكون غرضاً، كقولك : خرجت من البلد مخافة الشر ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ حال من المعفول أي يضلون من لا يعلم أنهم ضلال وإنما وصف بالضلال واحتمال الوزر من أضلوه وإن لم يعلم لأنه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتى يميز المحق والمبطل.
! ٧ < ﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْىَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ * الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِى أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ > ٧ { < النحل :( ٢٦ ) قد مكر الذين..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon