! ٧ < ﴿ وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ١١ ) ويدع الإنسان بالشر..... > > أي : ويدعو الله عند غضبه بالشر على نفسه وأهله وماله، كما يدعوه لهم بالخير، كقوله :﴿ وَلَوْ يُعَجّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ ﴾ ( يونس : ١١ ). ﴿ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً ﴾ يتسرع إلى طلب كل ما يقع في قلبه ويخطر بباله، لا يتأنى فيه تأني المتبصر. وعن النبي ﷺ.
( ٦٠٣ ) أنه دفع إلى سودة بنت زمعة أسيراً، فأقبل يئن بالليل، فقالت له : مالك تئن ؟ فشكا ألم القدّ، فأرخت من كتافه، فلما نامت أخرج يده وهرب، فلما أصبح النبي ﷺ دعا به فأعلم بشأنه، فقال ﷺ ( اللهم اقطع يديها ) فرفعت سودة يديها تتوقع الإجابة، وأن يقطع الله يديها، فقال النبي ﷺ :( إني سألت الله أن يجعل لعنتي ودعائي على من لا يستحق من أهلي رحمة لأني بشر أغضب كما يغضب البشر فلتردّ سودة يديها ) ويجوز أن يريد بالإنسان الكافر، وأنه يدعو بالعذاب استهزاء ويستعجل به، كما يدعو بالخير إذا مسته الشدّة. وكان الإنسان عجولاً : يعني أن العذاب آتيه لا محالة، فما هذا الاستعجال، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هو النضر بن الحرث قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية، فأجيب له، فضربت عنقه صبراً.
! ٧ < ﴿ وَجَعَلْنَا الَّيْلَ وَالنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ الَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ١٢ ) وجعلنا الليل والنهار..... > > فيه وجهان، أحدهما : أن يراد أن الليل والنهار آيتان في أنفسهما، فتكون الإضافة في آية الليل وآية النهار للتبيين، كإضافة العدد إلى المعدود، أي : فمحونا الآية التي هي الليل وجعلنا الآية التي هي النهار مبصرة. والثاني : أن يراد : وجعلنا نيري الليل والنهار آيتين،