! ٧ < ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ١٢٨ ) ويوم يحشرهم جميعا..... > >
﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ ﴾ منصوب بمحذوف، أي واذكر يوم نحشرهم، أو يوم نحشرهم قلنا ﴿ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ﴾ أو ويوم نحشرهم وقلنا يا معشر الجنّ كان ما لا يوصف لفظاعته، والضمير لمن يحشر من الثقلين وغيرهم. والجنّ هم الشياطين ﴿ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مّنَ الإنْسِ ﴾ أضللتم منهم كثيراً أو جعلتموهم أتباعكم فحشر معكم منهم الجم الغفير، كما تقول : استكثر الأمير من الجنود، واستكثر فلان من الأشياع ﴿ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مّنَ الإِنْسِ ﴾ الذين أطاعوهم واستمعوا إلى وسوستهم ﴿ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ﴾ أي انتفع الإنس بالشياطين حيث دلوهم على الشهوات وعلى أسباب التوصل إليها، وانتفع الجنّ بالإنس حيث أطاعوهم وساعدوهم على مرادهم وشهوتهم في إغوائهم، وقيل : استمتاع الإنس بالجنّ ما في قوله :﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ الْجِنّ ﴾ ( الجن : ٦٠ ) وأن الرجل كان إذا نزل وادياً وخاف قال : أعوذ بربّ هذا الوادي، يعني به كبير الجنّ. واستمتاع الجنّ والإنس : اعتراف الإنس لهم بأنهم يقدرون على الدفع عنه إجارتهم لهم ﴿ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا ﴾ يعنون يوم البعث وهذا الكلام اعتراف بما كان منهم من طاعة الشياطين واتباع الهوى والتكذيب بالبعث واستسلام لربهم وتحسر على حالهم ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ ﴾ أي يخلدون في عذاب النار الأبد كله، إلاّ ما شاء الله إلاّ الأوقات التي ينقلون

__________


الصفحة التالية
Icon