فيها من عذاب النار إلى عذاب الزمهرير، فقد روي أنهم يدخلون وادياً فيه من الزمهرير و يميز بعض أوصالهم من بعض، فيتعاوون ويطلبون الردّ إلى الجحيم. أو يكون من قول الموتور الذي ظفر بواتره ولم يزل يحرق عليه أنيابه وقد طلب إليه أن ينفس عن خناقه. أهلكني الله إن نفست عنك إلاّ إذا شئت، وقد علم أنه لا يشاء إلاّ التشفي منه بأقصى ما يقدر عليه من التعنيف والتشديد، فيكون قوله : إلاّ إذا شئت، من أشد الوعيد، مع تهكم بالموعد لخروجه في صورة الاستثناء الذي فيه إطماع ﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ ﴾ لا يفعل شيئاً إلاّ بموجب الحكمة ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بأن الكفار يستوجبون عذاب الأبد.
! ٧ < ﴿ وَكَذالِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ١٢٩ ) وكذلك نولي بعض..... > >
﴿ نُوَلّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً ﴾ نخليهم حتى يتولى بعضهم بعضاً كما فعل الشياطين وغواة الإنس، أو نجعل بعضهم أولياء بعض يوم القيامة وقرناءهم كما كانوا في الدنيا ﴿ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ بسبب ما كسبوا من الكفر والمعاصي.
! ٧ < ﴿ يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَاذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَواةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ﴾ > ٧ !
< < الأنعام :( ١٣٠ ) يا معشر الجن..... > > يقال لهم يوم القيامة على جهة التوبيخ ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ ﴾ واختلف في أن الجنّ هل بعث إليهم رسل منهم، فتعلق بعضهم بظاهر الآية ولم يفرق بين مكلفين ومكلفين أن يبعث إليهم رسول من جنسهم، لأنهم به آنس وله آلف. وقال آخرون : الرسل من الإنس خاصة، وإنما قيل : رسل منكم لأنه لما جمع الثقلان في الخطاب صحَّ ذلك وإن كان من