وقد عطفوا على السموات والأرض، فما وجهه ؟ قلت : التسبيح المجازي حاصل في الجميع فوجب الحمل عليه، وإلا كانت الكلمة الواحدة في حالة واحدة محمولة عل الحقيقة والمجاز ﴿ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ حين لا يعاجلكم بالعقوبة على غفلتكم وسوء نظركم وجهلكم بالتسبيح وشرككم.
! ٧ < ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاٌّ خِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِىءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً * نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا * انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الاٌّ مْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٤٥ ) وإذا قرأت القرآن..... > > ﴿حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴾ ذا ستر كقولهم. سيل مفعم ذو إفعام. وقيل : هو حجاب لا يرى فهو مستور. ويجوز أن يراد أنه حجاب من دونه حجاب أو حجب، فهو مستور بغيره. أو حجاب يستر أن يبصر، فكيف يبصر المحتجب به، وهذه حكاية لما كانوا يقولونه ﴿ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِىءاذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ ﴾ ( فصلت : ٥ ) كأنه قال : وإذا قرأت القرآن جعلنا على زعمهم ﴿ أَن يَفْقَهُوهُ ﴾ كراهة أن يفقهوه. أو لأنّ قوله ﴿ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ﴾ فيه معنى المنع من الفقه، فكأنه قيل : ومنعناهم أن يفقهوه. يقال : وحد يحد وحداً وحدة، نحو وعد يعد وعداً وعدة، و ﴿ وَحْدَهُ ﴾ من باب رجع عوده على بدئه، وافعله جهدك وطاقتك في أنه مصدر سادّ مسدّ الحال، أصله : يحد وحده بمعنى واحداً، وحده. والنفور : مصدر بمعنى التولية. أو جمع نافر كقاعد وقعود، أي : يحبون أن تذكر معه آلهتهم لأنهم مشركون، فإذا سمعوا بالتوحيد نفروا ﴿ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ ﴾ من الهز بك وبالقرآن، ومن اللغو : كان يقوم عن يمينه إذا قرأ رجلان من عبد الدار، ورجلان منهم عن يساره، فيصفقون ويصفرون ويخلطون عليه بالأشعار. و ﴿ بِهِ ﴾ في موضع الحال كما تقول يستمعون بالهزؤ أي هازئين. و ﴿ إِذْ يَسْتَمِعُونَ ﴾ نصب بأعلم، أي : أعلم وقت استماعهم بما به يستمعون ﴿ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى ﴾ وبما يتناجون به، إذ هم ذوو نجوى ﴿ إِذْ يَقُولُ ﴾ بدل من إذ هم ﴿ مَّسْحُورًا ﴾ سحر فجنّ. وقيل : هو من السحر وهو الرئة، أي : هو بشر مثلكم ﴿ ضَرَبُواْ لَكَ الاْمْثَالَ ﴾ مثلوك بالشاعر والساحر والمجنون ﴿ فُضّلُواْ ﴾ في جميع ذلك ضلال من يطلب في التيه طريقاً يسلكه فلا يقدر عليه، فهو متحير في أمره لا يدري ما يصنع.

__________


الصفحة التالية
Icon