! ٧ < ﴿ وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً * قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً * أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِى فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٤٩ ) وقالوا أئذا كنا..... > > لما قالوا : أئذاكنا عظاماً قيل لهم ﴿ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً ﴾ فردّ قوله : كونوا، على قولهم : كنا، كأنه قيل : كونوا حجارة أو حديداً ولا تكونوا عظاماً، فإنه يقدر على إحيائكم والمعنى : أنكم تستبعدون أن يجدد الله خلقكم، ويردّه إلى حال الحياة وإلى رطوبة الحيّ وغضاضته بعدما كنتم عظاماً يابسة، مع أنّ العظام بعض أجزاء الحي، بل هي عمود خلقه الذي يبني عليه سائره، فليس ببدع أن يردّها الله بقدرته إلى حالتها الأولى، ولكن لو كنتم أبعد شيء من الحياة ورطوبة الحيّ ومن جنس ما ركب منه البشر وهو أن تكونوا حجارة يابسة أو حديداً مع أن طباعها الجساوة والصلابة لكان قادراً على أن يردّكم إلى حال الحياة ﴿ أَوْ خَلْقًا مّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ ﴾ يعني أو خلقاً مما يكبر عندكم عن قبول الحياة ويعظم في زعمكم على الخالق إحياؤه فإنه يحييه. وقيل : ما يكبر في صدورهم الموت. وقيل : السموات والأرض ﴿ فَسَيُنْغِضُونَ ﴾ فسيحرّكونها نحوك تعجباً واستهزاء.
! ٧ < ﴿ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٥٢ ) يوم يدعوكم فتستجيبون..... > > والدعاء والاستجابة كلاهما مجاز. والمعنى : يوم يبعثكم فتنبعثون مطاوعين منقادين لا تمتنعون. وقوله ﴿ بِحَمْدِهِ ﴾ حال منهم، أي حامدين، وهي مبالغة في انقيادهم للبعث، كقولك لمن تأمره بركوب ما يشقّ عليه فيتأبى ويتمنع ستركبه وأنت حامد شاكر، يعني : أنك تحمل عليه وتعتسر قسراً حتى أنك تلين لين المسمح الراغب فيه الحامد عليه، وعن سعيد بن جبير : ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون : سبحانك اللهم وبحمدك ﴿ وَتَظُنُّونَ ﴾ وترون الهول، فعنده تستقصرون مدّة لبثكم في الدنيا، وتحسبونها يوماً أو بعض يوم. وعن قتادة : تحاقرت الدنيا في أنفسهم حين عاينوا الآخرة.
! ٧ < ﴿ وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُواْ الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الإسراء :( ٥٣ ) وقل لعبادي يقولوا..... > > ﴿وَقُل لّعِبَادِى ﴾ وقل للمؤمنين ﴿ يَقُولُواْ ﴾ للمشركين الكلمة ﴿ الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ﴾ وألين ولا يخاشنوهم، كقوله : وجادلهم بالتي هي أحسن. وفسر التي هي أحسن بقوله ﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ * وَأَنْ * يَشَأْ يُعَذّبْكُمْ ﴾ يعني يقولوا لهم هذه الكلمة ونحوها، ولا يقولوا لهم : إنكم من أهل النار وإنكم معذبون وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر. وقوله ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ اعتراض، يعني يلقي بينهم الفساد ويغري بعضهم على بعض

__________


الصفحة التالية
Icon