ءَاذَانِهِمْ فِى الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } > ٧ !
< < الكهف :( ٧ - ١١ ) إنا جعلنا ما..... > > ﴿ مَا عَلَى الاْرْضِ ﴾ يعني ما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها من زخارف الدنيا وما يستحسن منها ﴿ لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ وحسن العمل : الزهد فيها وترك الاغترار بها، ثم زهد في الميل إليها بقوله ﴿ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا ﴾ من هذه الزينة ﴿ صَعِيداً جُرُزاً ﴾ يعني مثل أرض بيضاء لانبات فيها، بعد أن كانت خضراء معشبة، في إزالة بهجته، وإماطه حسنه، وإبطال ما به كان زينة : من إماتة الحيوان وتجفيف النبات والأشجار، ونحو ذلك ذكر من الآيات الكلية تزيين الأرض مما خلق فوقها من الأجناس التي لا حصر لها وإزالة ذلك كله كأن لم يكن، ثم قال ﴿ أَمْ حَسِبْتَ ﴾ يعني أن ذلك أعظم من قصة أصحاب الكهف وإبقاء حياتهم مدّة طويلة. والكهف : الغار الواسع في الجبل ﴿ وَالرَّقِيمِ ﴾ اسم كلبهم. قال أمية ابن أبي الصلت :% ( وَلَيْسَ بِهَا إلاَّ الرَّقِيمُ مُجَاوِرا % وَصِيدَهُمُ وَالْقَوْمُ في الْكَهْفِ هُمَّدُ ) %
وقيل : هو لوح من رصاص رقمت فيه أسماؤهم جعل على باب الكهف. وقيل : إن الناس رقموا حديثهم نقراً في الجبل. وقيل : هو الوادي الذي فيه الكهف. وقيل : الجبل. وقيل : قريتهم. وقيل : مكانهم بين غضبان وأيلة دون فلسطين ﴿ كَانُواْ ﴾ آية ﴿ عَجَبًا ﴾ من آياتنا وصفاً بالمصدر، أو على : ذات عجب ﴿ مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ﴾ أي رحمة من خزائن رحمتك، وهي المغفرة والرزق والأمن من الأعداء ﴿ وَهَيّىء لَنَا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ الذي نحن عليه من مفارقة الكفار ﴿ رَشَدًا ﴾ حتى تكون بسببه راشدين مهتدين، أو اجعل أمرنا رشداً كله، كقولك : رأيت منك أسداً ﴿ فَضَرَبْنَا عَلَىءاذَانِهِمْ ﴾ أي ضربنا عليها حجاباً من أن تسمع، يعني : أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات، كما ترى المستثقل في نومه يصاح به فلا يسمع ولا يستنبه، فحذف المفعول الذي هو الحجاب كما يقال : بنى على امرأته، يريدون : بنى عليها القبة ﴿ سِنِينَ عَدَدًا ﴾ ذوات عدد، فيحتمل أن يريد الكثرة وأن يريد القلة ؛ لأن الكثير قليل عنده، كقوله :﴿ لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ ﴾ ( الأحقاف : ٣٥ ) وقال الزجاج : إذا قل فهم مقدار عدده فلم يحتج أن يعدّ، وإذا كثر احتاج إلى أن يعد.
! ٧ < ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُواْ أَمَدًا ﴾ > ٧ { < الكهف :( ١٢ ) ثم بعثناهم لنعلم..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon