ودينهم : ما كانوا عليه من دين إسماعيل عليه السلام حتى زلوا عنه إلى الشرك. وقيل : دينهم الذي وجب أن يكونوا عليه. وقيل معناه وليوقعوهم في دين ملتبس. فإن قلت : ما معنى اللام ؟ قلت : إن كان التزيين من الشياطين فهي على حقيقة التعليل، وإن كان من السدنة فعلى معنى الصيرورة ﴿ وَلَوْ شَاء اللَّهُ ﴾ مشيئة قسر ﴿ مَّا فَعَلُوهُ ﴾ لما فعل المشركون ما زين لهم من القتل. أو لما فعل الشياطين أو السدنة التزيين أو الإرداء أو اللبس أو جميع ذلك، إن جعلت الضمير جارياً مجرى اسم الإشارة ﴿ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ وما يفترونه من الإفك. أو وافتراؤهم.
! ٧ < ﴿ وَقَالُواْ هَاذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَآءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ١٣٨ ) وقالوا هذه أنعام..... > >
﴿حِجْرٍ ﴾ فعل بمعنى مفعول كالذبح والطحن، ويستوي في الوصف به المذكر والمؤنث والواحد والجمع ؛ لأنّ حكمه حكم الأسماء غير الصفات : وقرأ الحسن وقتادة ﴿ حِجْرٍ ﴾ بضم الحاء. وقرأ ابن عباس :( حرج )، وهو من التضييق وكانوا إذا عينوا أشياء من حرثهم وأنعامهم لآلهتهم قالوا :﴿ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء ﴾ يعنون خدم الأوثان، والرجال دون النساء ﴿ وَأَنْعَامٌ حُرّمَتْ ظُهُورُهَا ﴾ وهي البحائر والسوائب والحوامي ﴿ وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ﴾ في الذبح، وإنما يذكرون عليها أسماء الأصنام. وقيل : لا يحجون عليها ولا يلبون على ظهورها. والمعنى : أنهم قسموا أنعامهم فقالوا : هذا أنعام حجر، وأنعام محرّمة الظهور، وهذه أنعام لا يذكر عليها اسم الله. فجعلوها أجناساً بهواهم، ونسبوا ذلك التجنيس إلى الله ﴿ افْتِرَاء عَلَيْهِ ﴾ أي فعلوا ذلك كله على جهة الافتراء تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً وانتصابه على أنه مفعول له : أو حال، أو مصدر مؤكد، لأنّ قولهم ذلك في معنى الافتراء.
! ٧ < ﴿ وَقَالُواْ مَا فِى بُطُونِ هَاذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَآءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < الأنعام :( ١٣٩ ) وقالوا ما في..... > > كانوا يقولون في أجنة البحائر والسوائب : ما ولد منها حياً فهو خالص للذكور لا تأكل منه الإناث، وما ولد منها ميتاً اشترك فيه الذكور الإناث. وأنث ﴿ خَالِصَةٌ ﴾ للحمل

__________


الصفحة التالية
Icon