أشهدت بعضهم خلق بعض كقوله :﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ﴾ ( النساء : ٢٩ ). ﴿ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلّينَ ﴾ بمعنى وما كنت متخذهم ﴿ عَضُداً ﴾ أي أعواناً، فوضع المضلين موضع الضمير ذمّاً لهم بالإضلال، فإذا لم يكونوا عضداً لي في الخلق، فما لكم تتخذونهم شركاء لي في العبادة ؟ وقرىء :( وما كُنْتَ ) بالفتح : الخطاب لرسول الله ﷺ، والمعنى : وما صحّ لك الاعتضاد بهم، وما ينبغي لك أن تعتز بهم. وقرأ علي رضي الله عنه :( وما كنت متخذاً المضلين ) بالتنوين على الأصل. وقرأ الحسن :( عضدا ) بسكون الضاد، ونقل ضمتها إلى العين. وقرىء :( عُضْداً ) بالفتح وسكون الضاد. و ( عُضُدا ) بضمتين و ( عَضَداً ) بفتحتين : جمع عاضد، كخادم وخدم، وراصد ورصد، ومن عضده : إذا قواه وأعانه.
! ٧ < ﴿ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِىَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً * وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّواْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٥٢ ) ويوم يقول نادوا..... > > ﴿يِقُولُ ﴾ بالياء والنون. وإضافة الشركاء إليه على زعمهم : توبيخاً لهم وأراد الجنّ والموبق : المهلك، من وبق يبق وبوقا، ووبق يوبق وبقا : إذا هلك. وأوبقه غيره. ويجوز أن يكون مصدراً كالمورد والموعد، يعني : وجعلنا بينهم وادياً من أودية جهنم هو مكان الهلاك والعذاب الشديد مشتركاً يهلكون فيه جميعاً. وعن الحسن ﴿ مَّوْبِقاً ﴾ عداوة. والمعنى : عداوة هي في شدتها هلاك، كقوله لا يكن حبك كلفاً، ولا بغضك تلفاً. وقال الفراء : البين الوصل أي : وجعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكاً يوم القيامة. ويجوز أن يريد الملائكة وعزيراً وعيسى ومريم، وبالموبق : البرزخ البعيد، أي : وجعلنا بينهم أمداً بعيداً تهلك فيه الأشواط لفرط بعده ؛ لأنهم في قعر جهنم وهم في أعلى الجنان ﴿ فَظَنُّواْ ﴾ فأيقنوا ﴿ مُّوَاقِعُوهَا ﴾ مخالطوها واقعون فيها ﴿ مَصْرِفًا ﴾ معدلاً. قال :% ( أَزُهَيْرَ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَصْرِفِ ;
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَاذَا الْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىءٍ جَدَلاً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٥٤ ) ولقد صرفنا في..... > > ﴿أَكْثَرَ شَىء جَدَلاً ﴾ أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدل إن فصلتها واحداً بعد واحد، خصومة ومماراة بالباطل. وانتصاب ﴿ جَدَلاً ﴾ على التمييز، يعني : أن جدل الإنسان أكثر من جدل كل شيء. ونحوه :﴿ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾ ( النحل : ٤ ).