يستطيع السمع إذا صيح به، وهؤلاء كأنهم أصميت أسماعهم فلا استطاعة بهم للسمع.
! ٧ < ﴿ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِى مِن دُونِى أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ١٠٢ ) أفحسب الذين كفروا..... > > ﴿عِبَادِى مِن دُونِى أَوْلِيَاء ﴾ هم الملائكة، يعني : أنهم لا يكونون لهم أولياء، كما حكى عنهم ﴿ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ ﴾ ( سبأ : ٤١ ). وقرأ ابن مسعود :( أفظن الذين كفروا )، وقراءة علي رضي الله عنه أفحسب الذين كفروا، أي : أفكا فيهم ومحسبهم أن يتخذوهم أولياء على الابتداء والخبر. أو على الفعل والفاعل ؛ لأنّ اسم الفاعل إذا اعتمد على الهمزة ساوى الفعل في العمل، كقولك : أقائم الزيدان. والمعنى أنّ ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله كما حسبوا. وهي قراءة محكمة جيدة النزل : ما يقام للنزيل وهو الضيف، ونحوه ﴿ فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ ( آل عمران : ٢١ ).
! ٧ < ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالاٌّ خْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُوْلَائِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأايَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً * ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَاتَّخَذُواْ ءَايَاتِى وَرُسُلِى هُزُواً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ١٠٣ ) قل هل ننبئكم..... > > ﴿ضَلَّ سَعْيُهُمْ ﴾ ضاع وبطل وهم الرهبان. عن علي رضي الله عنه، كقوله :﴿ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ﴾ ( الغاشية : ٣ ) وعن مجاهد : أهل الكتاب. وعن علي رضي الله عنه : أنّ ابن الكوّا سأله عنهم ؟ فقال : منهم أهل حروراء. وعن أبي سعيد الخدري : يأتي ناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة، فإذا وزنوها لم تزن شيئاً ﴿ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾ فنزدري بهم ولا يكون لهم عندنا وزن ومقدار. وقيل : لا يقام لهم ميزان ؛ لأنّ الميزان إنما يوضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين. وقرىء :( فلا يقيم )، بالياء. فإن قلت : الذين ضلّ سعيهم في أي محلّ هو ؟ قلت : الأوجه أن يكون في محل الرفع، على : هم الذين ضلّ سعيهم ؛ لأنه جواب عن السؤال. ويجوز أن يكون نصباً على الذمّ، أو جرّ على البدل ﴿ جَهَنَّمَ ﴾ عطف بيان لقوله :﴿ جَزَآؤُهُمْ ﴾.
! ٧ < ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ١٠٧ ) إن الذين آمنوا..... > > الحول : التحوّل. يقال : حال من مكانه حولاً، كقولك : عادني حبها عوداً، يعني : لا مزيد عليها حتى تنازعهم أنفسهم إلى أجمع لأغراضهم وأمانيهم. وهذه غاية الوصف ؛ لأن الإنسان في الدنيا في أيّ نعيم كان فهو طامح الطرف إلى أرفع منه. ويجوز أن يراد نفي التحوّل وتأكيد الخلود.

__________


الصفحة التالية
Icon