بدليل قوله :﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن تَأْتِيهُمُ ﴾ يريد آيات القيامة والهلاك الكلي، وبعض الآيات. أشراط الساعة، كطلوع الشمس من مغربها، وغير ذلك. وعن البراء بن عازب :
( ٣٨٤ ) كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله ﷺ فقال :( ما تتذاكرون ؟ فقلنا : نتذاكر الساعة قال : إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات : الدخان، ودابة الأرض، وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بالمشرق، وخسفاً بجزيرة العرب، والدجال، وطُلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، وناراً تخرج من عدن ). ﴿ وَلَمْ تَكُنْ * مِن قَبْلُ أَوْ ﴾ صفة لقوله نفساً. وقوله :﴿ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾ عطف على آمنت. والمعنى أنّ أشراط الساعة إذا جاءت وهي آيات ملجئة مضطرة، ذهب أوان التكليف عندها، فلم ينفع الإيمان حينئذ نفساً غير مقدّمة إيمانها من قبل ظهور الآيات، أو مقدّمة الإيمان غير كاسبة في إيمانها خيراً، فلم يفرق كما ترى بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الإيمان، وبين النفس التي آمنت في وقته ولم تكسب خيراً، ليعلم أنَّ قوله :﴿ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾ ( البقرة : ٢٥ ) جمع بين قرينتين، لا ينبغي أن تنفك إحداهما عن الأخرى، حتى يفوز صاحبهما ويسعد، وإلاّ فالشقوة والهلاك ﴿ قُلِ انتَظِرُواْ * وَأَنَا * مُنتَظِرُونَ ﴾ وعيد. وقرىء :( أن يأتيهم الملائكة ) بالياء والتاء. وقرأ ابن سيرين :( لا تنفع بالتاء ؛ لكون