الله في تحققه منزلة القسم، فتلقى بما يتلقى به القسم، كأنه قيل : أقسم الله ليستخلفنهم. فإن قلت : ما محل ﴿ يَعْبُدُونَنِى ﴾ ؟ قلت : إن جعلته استئنافاً لم يكن له محل، كأن قائلاً قال : ما لهم يستخلفون ويؤمنون ؟ فقال : يعبدونني. وإن جعلته حالاً عن وعدهم، أي وعدهم الله ذلك في حال عبادتهم وإخلاصهم، فمحله النصب ﴿ وَمَن كَفَرَ ﴾ يريد كفران النعمة ؛ كقوله :﴿ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ﴾ ( النحل : ١١٢ ). ﴿ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ أي : هم الكاملون في فسقهم، حيث كفروا تلك النعمة العظيمة وجسروا على غمطها. فإن قلت : هل في هذه الآية دليل على أمر الخلفاء الراشدين ؟ قلت : أوضح دليل وأبينه ؛ لأن المستخلفين الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم هم.
! ٧ < ﴿ وَأَقِيمُواْ الصَّلَواةَ وَآتُواْ الزَّكَواةَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٥٦ ) وأقيموا الصلاة وآتوا..... > > ﴿ وأقيموا الصلاة﴾ معطوف على ﴿ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ﴾ وليس ببعيد أن يقع بين المعطوف والمعطوف عليه فاصل وإن طال : لأنّ حق المعطوف أن يكون غير المعطوف عليه. وكرّرت طاعة الرسول : تأكيداً لوجوبها.
! ٧ < ﴿ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِى الاٌّ رْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٥٧ ) لا تحسبن الذين..... > > وقرىء :( لا يحسبن ) بالياء. وفيه أوجه : أن يكون ﴿ مُعْجِزِينَ فِى الاْرْضِ ﴾ هما المفعولان. والمعنى : لا يحسبن الذين كفروا أحداً يعجز الله في الأرض حتى يطمعوا في مثل ذلك. وهذا معنى قوي جيد. وأن يكون فيه ضمير الرسول لتقدم ذكره في قوله :﴿ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ﴾ وأن يكون الأصل : لا يحسبنهم الذين كفروا معجزين، ثم حذف الضمير الذي هو المفعول الأوّل، وكان الذي سوّغ ذلك أنّ الفاعل والمفعولين لما كانت لشيء واحد، اقتنع بذكر اثنين عن ذكر الثالث ؛ وعطف قوله :﴿ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ﴾ على لا يحسبنّ الذين كفروا معجزين ؛ كأنه قيل : الذين كفروا لا يفوتون الله ومأواهم النار. والمراد بهم : المقسمون جهد أيمانهم.
! ٧ < ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَواةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَواةِ الْعِشَآءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الاٌّ يَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٥٨ ) يا أيها الذين..... > > أمر بأن يستأذن العبيد. وقيل : العبيد والإماء والأطفال الذين لم يحتلموا من الأحرار ﴿ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ﴾ في اليوم والليلة : قبل صلاة الفجر ؛ لأنه وقت قيام من المضاجع

__________


الصفحة التالية
Icon