بإذنه، ولا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضاً ورجوعكم عن المجمع بغير إذن الداعي، أو لا تجعلوا تسميته ونداءه بينكم كما يسمي بعضكم بعضاً، ويناديه باسمه الذي سماه به أبواه، ولا تقولوا : يا محمد، ولكن : يا نبي الله، ويا رسول الله، مع التوقير التعظيم والصوت المخفوض والتواضع. ويحتمل : لا تجعلوا دعاء الرسول ربه مثل ما يدعو صغيركم وكبيركم وفقيركم وغنيكم، يسأله حاجة فربما أجابه وربما ردّه، فإن دعوات رسول الله ﷺ مسموعة مستجابة ﴿ يَتَسَلَّلُونَ ﴾ ينسلون قليلاً قليلاً. ونظير ( تسلل ) :( تدرّج وتدخل ) : واللواذ : الملاوذة، وهو أن يلوذ هذا بذاك وذاك بهذا، يعني : ينسلون عن الجماعة في الخفية على سبيل الملاوذة واستتار بعضهم ببعض. و ﴿ لِوَاذاً ﴾ حال، أي : ملاوذين، وقيل : كان بعضهم يلوذ بالرجل إذا استأذن فيأذن له، فينطلق الذي لم يؤذن له معه. وقرىء :( لواذاً ) بالفتح. يقال : خالفه إلى الأمر، إذا ذهب إليه دونه، ومنه قوله تعالى :﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ ( هود : ٨٨ ) وخالفه عن الأمر : إذا صد عنه دونه. ومعنى ﴿ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ﴾ الذين يصدّون عن أمره دون المؤمنين وهم المنافقون، فحذف المفعول لأنّ الغرض ذكر المخالف والمخالف عنه. الضمير في أمره لله سبحانه أو للرسول ﷺ. والمعنى : عن طاعته ودينه ﴿ فِتْنَةً ﴾ محنة في الدنيا ﴿ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ في الآخرة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : فتنة قتل. وعن عطاء : زلازل وأهوال. وعن جعفر بن محمد : يسلط عليهم سلطان جائر.
! ٧ < ﴿ أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمُ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٦٤ ) ألا إن لله..... > > أدخل ﴿ قَدْ ﴾ ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق ومرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد، وذلك أن ﴿ قَدْ ﴾ إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى ( ربما ) فوافقت ( ربما ) في خروجها إلى معنى التكثير في نحو قوله :% ( فَإنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِنَاءِ فَرُبَّمَا % أَقَامَ بِهِ بَعْدَ الْوُفُودِ وُفُودُ ) %
ونحوه قول زهير :% ( أَخِي ثِقَةٍ لاَ تُهْلِكُ الْخَمْرُ مَالَه % وَلَكِنَّهُ قَدْ يُهْلِكُ الْمَالَ نَائِلُهْ ) %

__________


الصفحة التالية
Icon