السماء ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ﴾ حيث انفلق البحر ﴿ الاْخَرِينَ ﴾ قوم فرعون، أي : قربناهم من بني إسرائيل : أو أدنينا بعضهم من بعض، وجمعناهم حتى لا ينجو منهم أحد، أو قدمناهم إلى البحر. وقرىء :( وأزلقنا )، بالقاف، أي : أزللنا أقدامهم. والمعنى : أذهبنا عزهم، كقوله :% ( تَدَارَكْتُمَا عَبْساً وَقَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا % وَذُبْيَانَ إذْ زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ ) %
ويحتمل أن يجعل الله طريقهم في البحر على خلاف ما جعله لبني إسرائيل يبساً فيزلقهم فيه. < < الشعراء :( ٦٥ - ٦٦ ) وأنجينا موسى ومن..... > > عن عطاء بن السائب أن جبريل عليه السلام كان بين بني إسرائيل وبين آل فرعون، فكان يقول لبني إسرائيل : ليلحق آخركم بأولكم. ويستقبل القبط فيقول : رويدكم يلحق آخركم. فلما انتهى موسى إلى البحر قال له مؤمن آل فرعون وكان بين يدي موسى : أين أمرت فهذا البحر أمامك وقد غشيك آل فرعون ؟ قال : أمرت بالبحر ولا يدري موسى ما يصنع، فأوحى الله تعالى إليه : أن أضرب بعصاك البحر، فضربه فصار فيه اثنا عشر طريقاً : لكل سبط طريق. وروي أنّ يوشع قال : يا كليم الله، أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ؟ قال موسى : ههنا. فخاض يوشع الماء وضرب موسى بعصاه البحر فدخلوا. وروي أنّ موسى قال عند ذلك : يا من كان قبل كل شيء، والمكوّن لكل شيء، والكائن بعد كل شيء. ويقال : هذا البحر هو بحر القلزم. وقيل : هو بحر من وراء مصر، يقال له : أساف ﴿ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً ﴾ أية آية، وآية لا توصف، وقد عاينها الناس وشاع أمرها فيهم، < < الشعراء :( ٦٧ - ٦٨ ) إن في ذلك..... > > وما تنبه عليها أكثرهم، ولا آمن بالله. وبنو إسرائيل : الذين كانوا أصحاب موسى المخصوصين بالإنجاء قد سألوه بقرة يعبدونها، واتخذوا العجل، وطلبوا رؤية الله جهرة ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ المنتقم من أعدائه ﴿ الرَّحِيمِ ﴾ بأوليائه.
! ٧ < ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لاًّبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ٦٩ ) واتل عليهم نبأ..... > > كان إبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة أصنام ؛ ولكنه سألهم ليريهم أنّ ما يعبدونه ليس من استحقاق العبادة في شيء، كما تقول للتاجر : ما مالك ؟ وأنت تعلم أنّ ماله

__________


الصفحة التالية
Icon