إِنَّ فِى ذَلِكَ لاّيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } > ٧ !
< < الشعراء :( ١٦٨ - ١٧٥ ) قال إني لعملكم..... > > و ﴿ مّنَ الْقَالِينَ ﴾ أبلغ من أن يقول : إني لعملكم قال : كما تقول : فلان من العلماء، فيكون أبلغ من قولك : فلان عالم ؛ لأنك تشهد له بكونه معدوداً في زمرتهم، ومعروفة مساهمته لهم في العلم. ويجوز أن يريد : من الكاملين في قلاكم. والقلي : البغض الشديد، كأنه بغض يقلي الفؤاد والكبد. وفي هذا دليل على عظم المعصية، والمراد : القلي من حيث الدين والتقوى، وقد تقوى همة الدِّين في دين الله حتى تقرب كراهته للمعاصي من الكراهة الجبلية ﴿ مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ من عقوبة عملهم وهو الظاهر. ويحتمل أن يريد بالتنجية : العصمة. فإن قلت : فما معنى قوله :﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً ﴾ ؟ قلت : معناه أنه عصمه وأهله من ذلك إلا العجوز، فإنها كانت غير معصومة منه، لكونها راضية بد ومعينة عليه ومحرشة، والراضي بالمعصية في حكم العاصي. فإن قلت : كان أهله مؤمنين ولولا ذلك لما طلب لهم النجاة، فكيف استثنيت الكافرة منهم : قلت الاستثناء إنما وقع من الأهل وفي هذا الاسم لها معهم شركة بحق الزواج وإن لم تشاركهم في الإيمان. فإن قلت :﴿ فِى الْغَابِرِينَ ﴾ صفة لها، كأنه قيل : إلا عجوزاً غابرة، ولم يكن الغبور صفتها وقت تنجيتهم قلت : معناه إلا عجوزاً مقدّراً غبورها. ومعنى الغابرين في العذاب والهلاك : غير الناجين. قيل : إنها هلكت مع من خرج من القرية بما أمطر عليهم من الحجارة. والمراد بتدميرهم : الائتفاك بهم، وأمّا الإمطار : فعن قتادة : أمطر الله على شذاذ القوم حجارة من السماء فأهلكم. وعن ابن زيد : لم يرض بالائتفاك حتى أتبعه مطراً من حجارة، وفاعل ﴿ سَاء * مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ ولم يرد بالمنذرين قوماً بأعيانهم، إنما هو للجنس، والمخصوص بالذمّ محذوف، وهو مطرهم.
! ٧ < ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ لْأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ * إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ١٧٦ ) كذب أصحاب الأيكة..... > > قرىء :( أصحاب الأيكة ) بالهمزة وبتخفيفها، وبالجرّ على الإضافة وهو الوجه.