وما أشبه ذلك : تريد السرعة. ﴿ يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ لأنه يحط به عنها عبء الواجب، ويصونها عن سمة الكفران، وترتبط به النعمة ويستمد المزيد. وقيل : الشكر، قيد للنعمة الموجودة، وصيد للنعمة المفقودة. وفي كلام بعض المتقدمين : إن كفران النعمة بوار، وقلما أقشعت ناقرة فرجعت في نصابها، فاستدع شاردها بالشكر، واستدم راهنها بكرم الجوار. واعلم أن سبوغ ستر الله متقلص عما قريب إذا أنت لم ترج لله وقاراً ﴿ غَنِىٌّ ﴾ عن الشكر ﴿ كَرِيمٌ ﴾ بالإنعام على من يكفر نعمته، والذي قاله سليمان عليه السلام عند رؤية العرش شاكراً لربه، جرى على شاكلة أبناء جنسه من أنبياء الله والمخلصين من عباده يتلقون النعمة القادمة بحسن الشكر، كما يشيعون النعمة المودعة بجميل الصبر.
! ٧ < ﴿ قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِى أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٤١ - ٤٣ ) قال نكروا لها..... > > ﴿ نَكّرُواْ ﴾ اجعلون متنكراً متغيراً عن هيئته وشكله، كما يتنكر الرجل للناس لئلا يعرفوه، قالوا : وسعوه وجعلوا مقدّمه مؤخره، وأعلاه أسفله. وقرىء :( ننظر ) بالجزم على الجواب، وبالرفع على الاستئناف ﴿ أَتَهْتَدِى ﴾ لمعرفته، أو للجواب الصواب إذا سئلت عنه، أو للدين والإيمان بنبوّة سليمان عليه السلام إذا رأت تلك المعجزة البينة، من تقدّم عرشها وقد خلفته وأغلقت عليه الأبواب ونصبت عليه الحراس. هكذا ثلاث كلمات : حرف التنبيه، وكاف التشبيه، واسم الإشارة. لم يقل : أهذا عرشك، ولكن : أمثل هذا عرشك ؛ لئلا يكون تلقيناً ﴿ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ﴾ ولم تقل : هو هو، ولا ليس به،

__________


الصفحة التالية
Icon