ورجلها، فكشفت عنهما فإذا هي أحسن الناس ساقاً وقدماً لا أنها شعراء، ثم صرف بصره وناداها ﴿ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مّن قَوارِيرَ ﴾ وقيل : هي السبب في اتخاذ النورة : أمر بها الشياطين فاتخذوها، واستنكحها سليمان عليه السلام، وأحبها وأقرّها على ملكها وأمر الجن فبنوا لها سيلحين وغمدان، وكان يزورها في الشهر مرة فيقيم عندها ثلاثة أيام، وولدت له. وقيل : بل زوجها ذا تبع ملك همدان، وسلطة على اليمن، وأمر زوبعة أمير جن اليمن أن يطيعه، فبنى له المصانع، ولم يزل أميراً حتى مات سليمان ﴿ ظَلَمْتُ نَفْسِى ﴾ تريد بكفرها فيما تقدّم، وقيل حسبت أن سليمان عليه السلام يغرقها في اللجة فقالت : ظلمت نفسي بسوء ظني بسليمان عليه السلام.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ ياقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٤٥ ) ولقد أرسلنا إلى..... > > وقرىء :( أن اعبدوا )، بالضم على إتباع النون الباء ﴿ فَرِيقَانِ ﴾ فريق مؤمن وفريق كافر. وقيل أريد بالفريقين صالح عليه السلام وقومه قبل أن يؤمن منهم أحد ﴿ يَخْتَصِمُونَ ﴾ يقول كل فريق : الحق معي. السيئة : العقوبة، والحسنة : التوبة، فإن قلت : ما معنى استعجالهم بالسيئة قبل الحسنة ؟ وإنما يكون ذلك إذا كانت متوقعتين إحداهما قبل الأخرى ؟ قلت : كانوا يقولون لجهلهم : إن العقوبة التي يعدها صالح عليه السلام إن وقعت على زعمه، تبنا حينئذٍ واستغفرنا مقدّرين أن التوبة مقبولة في ذلك الوقت. وإن لم تقع، فنحن على ما نحن عليه، فخاطبهم صالح عليه السلام على حسب قولهم واعتقادهم، ثم قال لهم : هلا تستغفرون الله قبل نزول العذاب ؟ ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ تنبيهاً لهم على الخطأ فيما قالوه ؛ وتجهيلاً فيما اعتقدوه.
! ٧ < ﴿ قَالُواْ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٤٧ ) قالوا اطيرنا بك..... > > وكان الرجل يخرج مسافراً فيمر بطائر فيزجره، فإن مر سانحاً تيمن، وإن مر بارحاً تشاءم، فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر، استعير لما كان سببهما من قدر الله وقسمته : أو من عمل العبد الذي هو السبب في الرحمة والنقمة. ومنه قالوا : طائر الله لا طائرك، أي : قدر الله الغالب الذي ينسب إليه الخير والشر، لا طائرك الذي تتشاءم به

__________


الصفحة التالية
Icon