وتتيمن، فلما قالوا : اطيرنا بكم، أي : تشاءمنا وكانوا قد قحطوا ﴿ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ﴾ أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله، وهو قدره وقسمته، إن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم. ويجوز أن يريد : عملكم مكتوب عند الله، فمنه ما نزل بكم، عقوبة لكم وفتنة. ومنه قوله :﴿ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ﴾ ( يس : ١٩ )، ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ ﴾ ( الإسراء : ١٣ ). وقرىء :( تطيرنا بكم )، على الأصل. ومعنى : تطير به : تشاءم به. وتطير منه : نفر منه ﴿ تُفْتَنُونَ ﴾ تختبرون. أو تعذبون. أو يفتنكم الشيطان بوسوسته إليكم الطيرة.
! ٧ < ﴿ وَكَانَ فِى الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِى الاٌّ رْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ * قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُواْ إِنَّ فِى ذالِكَ لاّيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٤٨ ) وكان في المدينة..... > > ﴿الْمَدِينَةِ ﴾ الحجر. وإنما جاز تمييز التسعة بالرهط لأنه في معنى الجماعة، فكأنه قيل : تسعة أنفس. والفرق بين الرهط والنفر : أن الرهط من الثلاثة إلى العشرة، أو من السبعة إلى العشرة. والنفر من الثلاثة إلى التسعة وأسماؤهم عن وهب : الهذيب بن عبد رب. غنم بن غنم. رباب بن مهرج. مصدع بن مهرج. عمير بن كردبة. عاصم بن مخرمة. سبيط بن صدقة. سمعان بن صيفي. قدار بن سالف : وهم الذين سعوا في عقر الناقة، وكانوا عتاة قوم صالح عليه السلام، وكانوا من أبناء أشرافهم ﴿ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾ يعني أن شأنهم الإفساد البحت الذي لا يخلط بشيء من الصلاح كما ترى بعض المفسدين قد يندر منه بعض الصلاح ﴿ تَقَاسَمُواْ ﴾ يحتمل أن يكون أمراً وخبراً في محل الحال بإضمار قد، أي : قالوا متقاسمين : وقرىء :( تقسموا ) وقرىء :( لتبيتنه )، بالتاء والياء والنون، فتقاسموا مع النون والتاء يصح فيه الوجهان. ومع الياء لا يصح إلا أن يكون خبراً. والتقاسم، والتقسم : كالتظاهر، والتظهر : التحالف. والبَيَنات : مباغتة العدو ليلاً. وعن الإسكندر أنه أشير عليه بالبيات فقال : ليس من آيين الملوك استراق الظفر، وقرىء :( مهلك ) بفتح الميم واللام وكسرها من هلك. ومهلك بضم الميم من أهلك. ويحتمل

__________


الصفحة التالية
Icon