عنه وعن صفاته تعالى. ألا ترى كيف قال ﷺ لمن قال :
( ٨٠٠ ) ومن يعصهما فقد غوى :( بئس خطيب ا لقوم أنت ) وعن عائشة رضي الله عنها :
( ٨٠١ ) من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول :﴿ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَاواتِ والاْرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ ﴾. وعن بعضهم : أخفى غيبه عن الخلق ولم يطلع عليه أحداً ؛ لئلا يأمن أحد من عبيده مكره. وقيل : نزلت في المشركين حين سألوا رسول الله ﷺ عن وقت الساعة ﴿ أَيَّانَ ﴾ بمعنى متى، ولو سمي به : لكان فعالاً، من آن يئين ولا نصرف. وقرىء :( إيان ) بكسر الهمزة.
! ٧ < ﴿ بَلِ ادَارَكَ عِلْمُهُمْ فِى الاٌّ خِرَةِ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٦٦ ) بل ادارك علمهم..... > > وقرىء :( بل أدَّرك )، ( بل ادَّراك )، ( بل ادَّارك )، ( بل تدارك )، ( بل أأدرك ) بهمزتين ( بل آأدرك )، بألف بينهما. ( بل أدرك )، بالتخفيف والنقل ( بل ادّرك ) بفتح اللام وتشديد الدال. وأصله : بل أدّرك ؟ على الاستفهام ( بلى أدرك )، ( بلى أأدرك )، ( أم تدارك )، ( أم أدرك ) فهذه ثنتا عشرة قراءة : وأدّارك : أصله تدارك، فأدغمت التاء في الدال. وأدّرك، فأدغمت التاء في الدال. وأدّرك : افتعل. ومعنى أدرك علمهم : انتهى وتكامل. وادّرك : تتابع واستحكم. وهو على وجهين، أحدهما : أن أسباب استحكام العلم وتكامله بأن القيامة كائنة لا ريب فيه، قد حصلت لهم ومكنوا من معرفته، وهم شاكون جاهلون، وهو قوله :﴿ بَلْ هُمْ فِى شَكّ مّنْهَا بَلْ هُم مّنْهَا عَمُونَ ﴾ : يريد المشركين ممن في السموات والأرض ؛ لأنهم لما كانوا في جملتهم نسب فعلهم إلى الجميع، كما يقال : بنو فلان فعلوا كذا وإنما فعله ناس منهم. فإن قلت : إن الآية سيقت لاختصاص الله بعلم الغيب، وأن العباد لا علم لهم بشيء منه وأن وقت بعثهم ونشورهم من جملة الغيب وهم لا يشعرون به، فكيف لاءم هذا المعنى وصف المشركين بإنكارهم البعث مع استحكام أسباب العلم والتمكن من المعرفة ؟ قلت : لما ذكر أن العباد لا يعلمون الغيب، ولا

__________


الصفحة التالية
Icon