% ( لاَقَيْتُ مُطَّلَعَ الْجِبَالِ وُعُورَا ;
ويقولون : مرّ مطلعاً لذلك الأمر، أي عالياً له مالكاً له، ولاختيار هذه الكلمة شأن، يقول : أو قد بلغ من عظمة شأنه أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار. والمعنى : أن ما ادعى أن يؤتاه وتألى عليه لا يتوصل إليه إلا بأحد هذين الطريقين : إما علم الغيب، وإما عهد من عالم الغيب، فبأيهما توصل إلى ذلك ؟ قرأ حمزة والكسائي :( ولداً ) وهو جمع ولد، كأسد في أسد. أو بمعنى الولد كالعرب في العرب. وعن يحيى بن يعمر :( ولداً ) بالكسر وقيل في العهد : كلمة الشهادة. وعن قتادة : هل له عمل صالح قدّمه فهو يرجو بذلك ما يقول ؟ وعن الكلبي : هل عهد الله إليه أنه يؤتيه ذلك ؟ عن الحسن رحمه الله : نزلت في الوليد بن المغيرة، والمشهور أنها في العاصي بن وائل. قال خباب بن الأرت :
( ٦٧٤ ) كان لي عليه دين فافتضيته، فقال : لا والله حتى تكفر بمحمد. قلت : لا والله لا أكفر بمحمد حياً ولا ميتاً ولا حين تبعث. قال : فإني إذا مت بعثت ؟ قلت : نعم. قال : إذا بعثت جئتني وسيكون لي ثمَّ مال وولد فأعطيك وقيل :
( ٦٧٥ ) ( صاغ له خباب حلياً فاقتضاه الأجر، فقال : إنكم تزعمون أنكم تبعثون، وأن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً، فأنا أقضيك ثم فإني أوتى مالاً وولداً حينئذ ﴿ كَلاَّ ﴾ ردع وتنبيه على الخطأ أي : هو مخطيء فيما يصوره لنفسه ويتمناه فليرتدع عنه. فإن قلت : كيف قيل :﴿ سَنَكْتُبُ ﴾ بسين التسويف، وهو كما قاله كتب من غير تأخير، قال الله تعالى :﴿ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ ؟ قلت : فيه وجهان، أحدهما : سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله، على طريقة قوله :% ( إذَا مَا انْتَسَبْنَا لَمْ تَلِدْنِي لِئيمَة ;

__________


الصفحة التالية
Icon