لتخصصها بالإضافة، كما تنتصب عن النكرة المتخصصة بالصفة.
! ٧ < ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٥٨ ) وكم أهلكنا من..... > > هذا تخويف لأهل مكة من سوء عاقبة قوم كانوا في مثل حالهم من إنعام الله عليهم بالرقود في ظلال الأمن وخفض العيش، فغمطوا النعمة وقابلوها بالأشر والبطر، فدمّرهم الله وخرّب ديارهم. وانتصبت ﴿ مَعِيشَتَهَا ﴾ إمّا بحذف الجار وإيصال الفعل، كقوله تعالى : واختار موسى قومه } وإمّا على الظرف بنفسها، كقولك : زيد ظني مقيم. أو بتقدير حذف الزمان المضاف، أصله : بطرت أيام معيشتها، كخفوق النجم، ومقدم الحاج : وإمّا بتضمين ﴿ * ﴾ وإمّا على الظرف بنفسها، كقولك : زيد ظني مقيم. أو بتقدير حذف الزمان المضاف، أصله : بطرت أيام معيشتها، كخفوق النجم، ومقدم الحاج : وإمّا بتضمين ﴿ بَطِرَتْ ﴾ معنى : كفرت وغمطت. وقيل : البطر سوء احتمال الغنى : وهو أن لا يحفظ حق الله فيه ﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ من السكنى. قال ابن عباس رضي الله عنهما : لم يسكنها إلا المسافر ومارّ الطريق يوماً أو ساعة ويحتمل أنّ شؤم معاصي المهلكين بقي أثره في ديارهم، فكل من سكنها من أعقابهم لم يبق فيها إلا قليلاً ﴿ وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ ﴾ لتلك المساكن من ساكنيها، أي : تركناها على حال لا يسكنها أحد، أو خرّبناها وسوّيناها بالأرض. % ( تَتَخَلَّفُ الآثَارُ عَنْ أَصْحَابِهَا % حِيناً وَيُدْرِكُهَا الْفَنَاءُ فَتَتْبَعُ ) %
! ٧ < ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِى أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٥٩ ) وما كان ربك..... > > وما كانت عادة ربك أن يهلك القرى في كل وقت ﴿ حَتَّى يَبْعَثَ فِى ﴾ القرية التي هي أمّها، أي : أصلها وقصبتها التي هي أعمالها وتوابعها ﴿ رَسُولاً ﴾ لإلزام الحجة وقطع المعذرة، مع علمه أنهم لا يؤمنون ؛ أو وما كان في حكم الله وسابق قضائه أن يهلك القرى في الأرض حتى يبعث في أمر القرى يعني مكة رسولاً وهو محمد ﷺ خاتم الأنبياء. وقرىء :( أمها ) بضم الهمزة وكسرها لا تباع الجرّ، وهذا بيان لعدله وتقدسه