ذلك الوقت، والمراد بلقاء ربهم : الأجل المسمى.
! ٧ < ﴿ أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِى الاٌّ رْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ الاٌّ رْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَاكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ > ٧ !
< < الروم :( ٩ ) أو لم يسيروا..... > > ﴿أَوَلَمْ يَسيرُواْ ﴾ تقرير لسيرهم في البلاد ونظرهم إلى آثار المدمّرين من عاد وثمود وغيرهم من الأمم العاتية، ثم أخذ يصف لهم أحوالهم وأنهم ﴿ كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ الاْرْضَ ﴾ وحرثوها قال الله تعالى :﴿ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الاْرْضَ ﴾ ( البقرة : ٧١ ) وقيل لبقر الحرث : المثيرة. وقالوا : سمي ثوراً لإثارته الأرض وبقرة ؛ لأنها تبقرها أي تشقها ﴿ وَعَمَرُوهَا ﴾ يعني أولئك المدمّرون ﴿ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ﴾ من عمارة أهل مكة، وأهل مكة : أهل واد غير ذي زرع، ما لهم إثارة الأرض أصلاً ولا عمارة لها رأساً فما هو إلا تهكم بهم، وبضعف حالهم في دنياهم ؛ لأنّ معظم ما يستظهر به أهل الدنيا ويتباهون به أمر الدهقنة، وهم أيضاً ضعاف القوى، فقوله :﴿ كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾ أي عاد وثمود وأضرابهم من هذا القبيل، كقوله :﴿ أَوَ لَمْ * يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾ ( فصلت : ١٥ ) وإن كان هذا أبلغ، لأنه خالق القوى والقدر. فما كان تدميره إياهم ظلماً لهم، لأنّ حاله منافية للظلم، ولكنهم ظلموا أنفسهم حيث عملوا ما أوجب تدميرهم.
! ٧ < ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُواْ السُّوءَى أَن كَذَّبُواْ بِأايَاتِ اللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ > ٧ !
< < الروم :( ١٠ ) ثم كان عاقبة..... > > قرىء ( عاقبة ) بالنصب والرفع. و ﴿ * السوأى ﴾ تأنيث الأسوأ وهو الأقبح، كما أنّ الحسنى تأنيث الأحسن. والمعنى : أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار، ثم كانت عاقبتهم سوأى ؛ إلا أنه وضع المظهر موضع المضمر، أي : العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة، وهي جهنم التي أعدّت للكافرين. و ﴿ السُّوءى أَن كَذَّبُواْ ﴾ بمعنى لأن كذبوا. ويجوز أن يكون أن بمعنى : أي ؛ لأنه إذا كان تفسير الإساءة التكذيب والاستهزاء كانت في معنى القول، نحو : نادى. وكتب، وما أشبه ذلك. ووجه آخر : وهو أن يكون ﴿ أَسَاءُواْ السُّوءَى ﴾ بمعنى اقترفوا الخطيئة التي هي أسوأ الخطايا، و ﴿ أَن كَذَّبُواْ ﴾ عطف بيان لها، وخبر كان محذوف كما يحذف جواب لما ولو، إرادة الإبهام.

__________


الصفحة التالية
Icon