انبغى : مطاوع ( بغي ) إذا طلب، أي : ما يتأتى له اتخاذ الولد وما ينطلب لو طلب مثلاً، لأنه محال غير داخل تحت الصحة. أما الولادة المعروفة فلا مقال في استحالتها. وأما التبني فلا يكون إلا فيما هو من جنس المتبنى، وليس للقديم سبحانه جنس، تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
! ٧ < ﴿ إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَانِ عَبْداً * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ﴾ > ٧ !
! ٧ < ﴿ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَانِ عَبْداً ﴾ < < مريم :( ٩٣ ) إن كل من..... > > ﴿من﴾ موصوفة لأنها وقعت بعد كل نكرة، وقوعها بعد رب في قوله :
شع رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظاً صَدْرَهُ
وقرأ ابن مسعود وأبوحيوة ( آت الرحمان ) على أصله قبل الإضافة. الإحصاء الحصر والضبط يعني : حصرهم بعلمه وأحاط بهم ﴿ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ﴾ الذين اعتقدوا في الملائكة وعيسى وعزير أنهم أولاد الله، كانوا بين كفرين، أحدهما : القول بأن الرحمان يصح أن يكون والداً. والثاني : إشراك الذين زعموهم لله أولاداً في عبادته، كما يخدم الناس أبناء الملوك خدمتهم لآبائهم، فهدم الله الكفر الأول فيما تقدم من الآيات ؛ ثم عقبه بهدم الكفر الآخر. والمعنى : ما من معبود لهم في السموات والأرض من الملائكة من الناس إلا وهو يأتي الرحمان، أي : يأوي إليه ويلتجيء إلى ربوبيته عبداً منقاداً مطيعاً خاشعاً خاشياً راجياً، كما يفعل العبيد وكما يجب عليهم، لا يدعي لنفسه ما يدعيه له هؤلاء الضلال. ونحوه قوله تعالى :﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ﴾ ( الإسراء : ٥٧ ) وكلهم متقلبون في ملكوته مقهورون بقهره وهو مهيمن عليهم محيط بهم ويحمل أمورهم وتفاصيلها وكيفيتهم وكميتهم ؛ لا يفوته شيء من أحوالهم، وكل واحد منهم يأتيه يوم القيامة منفرداً ليس معه من هؤلاء المشركين أحد وهم برآء منهم. > ٧ !
! ٧ < ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدّاً ﴾ > ٧ !
< < مريم :( ٩٦ ) إن الذين آمنوا..... > > قرأ جناح بن حبيش ( وِدّاً ) بالكسر : والمعنى : سيحدث لهم في القلوب مودّة ويزرعها لهم فيها من غير تودّد منهم ولا تعرّض للأسباب التي توجب الود ويكتسب بها

__________


الصفحة التالية
Icon