( ٨٤٥ ) ( اللَّهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً ) وقد عدد الأغراض في إرسالها، وأنه أرسلها للبشارة بالغيث ولإذاقة الرحمة، وهي نزول المطر وحصول الخصب الذي يتبعه، والروح الذي مع هبوب الريح وزكاء الأرض. قال رسول الله ﷺ :
( ٨٤٦ ) ( إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض ) وإزالة العفونة من الهواء، وتذرية الحبوب، وغير ذلك ﴿ وَلِتَجْرِىَ الْفُلْكُ ﴾ في البحر عند هبوبها. وإنما زاده ﴿ بِأَمْرِهِ ﴾ لأن الريح قد تهب ولا تكون مؤاتية، فلا بد من إرساء السفن والاحتيال لحبسها، وربما عصفت فأغرقتها ﴿ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ ﴾ يريد تجارة البحر ؛ ولتشكروا نعمة الله فيها. فإن قلت : بم يتعلق وليذيقكم ؟ قلت : فيه وجهان : أن يكون معطوفاً على مبشرات على المعنى، كأنه قيل : ليبشركم وليذيقكم. وأن يتعلق بمحذوف تقديره : وليذيقكم، وليكون كذا وكذا : أرسلناها.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ ﴾ > ٧ !
< < الروم :( ٤٧ ) ولقد أرسلنا من..... > > اختصر الطريق إلى الغرض بأن أدرج تحت ذكر الانتصار والنصر ذكر الفريقين، وقد أخلى الكلام أوّلاً عن ذكرهما. وقوله :﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ ﴾ تعظيم للمؤمنين، ورفع من شأنهم، وتأهيل لكرامة سنية، وإظهار لفضل سابقة ومزية، حيث جعلهم مستحقين على الله أن ينصرهم، مستوجبين عليه أن يظهرهم ويظفرهم، وقد يوقف على ﴿ حَقّاً ﴾. ومعناه : وكان الانتقام منهم حقاً، ثم يبتدأ :﴿ عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ ﴾، وعن

__________


الصفحة التالية
Icon