فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ } > ٧ !
< < لقمان :( ٨ - ١١ ) إن الذين آمنوا..... > > ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقّا ﴾ مصدران مؤكدان، الأوّل : مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره ؛ لأن قوله :﴿ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾ في معنى : وعدهم الله جنات النعيم، فأكد معنى الوعد بالوعد. وأما ﴿ حَقّاً ﴾ فدال على معنى الثبات : أكد به معنى الوعد، ومؤكدهما جميعاً قوله :﴿ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾ ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ الذي لا يغلبه شيء ولا يعجزه، يقدر على الشيء وضده، فيعطى النعيم من شاء والبؤس من شاء، وهو ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ لا يشاء إلا ما توجبه الحكمة والعدل ﴿ تَرَوْنَهَا ﴾ الضمير فيه للسماوات، وهو استشهاد برؤيتهم لها، غير معمودة على قوله :﴿ بِغَيْرِ عَمَدٍ ﴾ كما تقول لصاحبك : أنا بلا سيف ولا رمح تراني فإن قلت : ما محلها من الإعراب ؟ قلت : لا محل لها لأنها مستأنفة. أو هي في محل الحرّ صفة للعمد أي : بغير عمد مرئية، يعني : أنه عمدها بعمد لا ترى، وهي إمساكها بقدرته ﴿ هَاذَا ﴾ إشارة إلى ما ذكر من مخلوقاته. والخلق بمعنى المخلوق. و ﴿ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾ آلهتهم، بكتهم بأن هذه الأشياء العظيمة مما خلقه الله وأنشأه. فأروني ماذا خلقته آلهتكم حتى استوجبوا عندكم العبادة، ثم أضرب عن تبكيتهم إلى التسجيل عليهم بالتورّط في ضلال ليس بعده ضلال.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ ﴾ > ٧ !
< < لقمان :( ١٢ ) ولقد آتينا لقمان..... > > هو لقمان بن باعورا : ابن أخت أيوب أو ابن خالته. وقيل : كان من أولاد آزر، وعاش ألف سنة، وأدرك داود عليه السلام وأخذ منه العلم، وكان يفتي قبل مبعث داود عليه السلام، فلما بعث قطع الفتوى، فقيل له ؟ فقال : ألا أكتفي إذا كفيت ؟ وقيل : كان قاضياً في بني إسرائيل، وأكثر الأقاويل أنه كان حكيماً ولم يكن نبياً، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : لقمان لم يكن نبياً ولا ملكاً، ولكن كان راعياً أسود، فرزقه الله العتق، ورضي قوله ووصيته، فقص أمره في القرآن لتمسكوا بوصيته. وقال عكرمة والشعبي : كان نبياً. وقيل : خيّر بين النبوّة والحكمة فاختار الحكمة. وعن ابن المسيب : كان

__________


الصفحة التالية
Icon