الخلائق كلهم : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم. ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؛ فيقومون وهم قليل، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله في البأساء والضراء، فيقومون وهم قليل، فيسرحون جميعاً إلى الجنة، ثم يحاسب سائر الناس ). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان أناس من أصحاب رسول الله ﷺ يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة. فنزلت فيهم. وقيل : هم الذين يصلون صلاة العتمة لا ينامون عنها ﴿ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم ﴾ على البناء للمفعول. ما أخفى لهم على البناء للفاعل، وهو الله سبحانه، وما أخفى لهم. وما نخفي لهم. وما أخفيت لهم : الثلاثة للمتكلم، وهو الله سبحانه. وما : بمعنى الذي، أو بمعنى أي. وقرىء :( من قرّة أعين ) ( وقرات أعين ). والمعنى : لا تعلم النفوس كلهنّ ولا نفس واحدة منهنّ لا ملك مقرب ولا نبيّ مرسل أيّ نوع عظيم من الثواب ادخر الله لأولئك وأخفاه من جميع خلائقه، لا يعلمه إلا هو مما تقربه عيونهم، ولا مزيد على هذه العدة ولا مطمح وراءها، ثم قال :﴿ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ فحسم أطماع المتمنين، وعن النبي ﷺ :

__________


الصفحة التالية
Icon