: فماذا أراد الله منه أن يقوله حين قال له زيد : أريد مفارقتها، وكان من الهجنة أن يقول له : افعل، فإني أريد نكاحها ؟ قلت : كأن الذي أراد منه عزّ وجلّ أن يصمت عند ذلك، أو يقول له : أنت أعلم بشأنك، حتى لا يخالف سره في ذلك علانيته ؛ لأن الله يريد من الأنبياء تساوي الظاهر والباطن، والتصلب في الأمور، والتجاوب في الأحوال والاستمرار على طريقة مستتبة.
( ٨٩٤ ) كما جاء في حديث إرادة رسول الله ﷺ قتل عبد الله بن أبي سرح واعتراض عثمان بشفاعته له : أن عمر قال له : لقد كان عيني إلى عينك، هل تشير إليّ فأقتله، فقال : إن الأنبياء لا تومض ظاهرهم وباطنهم واحد. فإن قلت : كيف عاتبه الله في ستر ما استهجن التصريح به، ولا يستهجن النبيّ ﷺ التصريح بشيء إلاّ الشيء في نفسه مستهجن، وقالة الناس لا تتعلق إلاّ بما يستقبح في العقول والعادات ؟ وما له لم

__________


الصفحة التالية
Icon