يستوي صفتاهما وحالاهما، وإنما اقتصر في التمييز على الواحد لبيان الجنس. وقرىء :( مثلين ) كقوله تعالى :﴿ وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلَادًا ﴾ ( التوبة : ٦٩ ) مع قوله :﴿ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾ ويجوز فيمن قرأ : مثلين، أن يكون الضمير في ﴿ ﴾ للمثلين، لأن التقدير : مثل رجل ومثل رجل. والمعنى : هل يستويان فيما يرجع إلى الوصفية، كما تقول : كفى بهما رجلين ﴿ الْحَمْدُ للَّهِ ﴾ الواحد الذي لا شريك له دون كل معبود سواه، أي : يجب أن يكون الحمد متوجهاً إليه وحده والعبادة، فقد ثبت أنه لا إلاه إلاّ هو ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ فيشركون به غيره.
!٧ ﴿ إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ ﴾ ٧ { < الزمر :( ٣٠ ) إنك ميت وإنهم..... > > والمعنى في قوله :﴿ إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ ﴾ إنك وإياهم، وإن كنتم أحياء فأنتم في عداد الموتى ؛ لأنّ ما هو كائن فكأن قد كان
! ٧ < ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴾ > ٧ !
< < الزمر :( ٣١ ) ثم إنكم يوم..... > > كانوا يتربصون برسول الله ﷺ موته، فأخبر أن الموت يعمهم، فلا معنى للتربص، وشماتة الباقي بالفاني. وعن قتادة : نعى إلى نبيه نفسه، ونعى إليكم أنفسكم. وقرىء :( مائت ومائتون ) والفرق بين الميت والمائت : أنّ الميت صفة لازمة كالسيد. وأما المائت، فصفة حادثة تقول : زيد مائت غداً، كما تقول : سائد غداً، أي سيموت وسيسود. وإذا قلت : زيد ميت، فكما تقول : حي في نقيضه، فيما يرجع إلى اللزوم والثبوت. ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ ﴾ ثم إنك وإياهم، فغلب ضمير المخاطب على ضمير الغيب ﴿ تَخْتَصِمُونَ ﴾ فتحتج أنت عليهم بأنك بلغت فكذبوا، فاجتهدت في الدعوة فلجوا في العناد، ويعتذرون بما لا طائل تحته، تقول الأتباع : أطعنا سادتنا وكبراءنا، وتقول السادات : أغوتنا الشياطين وآباؤنا الأقدمون ؛ وقد حمل على اختصام الجميع وأنّ الكفار يخاصم بعضهم بعضاً، حتى يقال لهم :﴿ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ ﴾ ( ق : ٢٨ ) والمؤمنون الكافرين يبكتونهم بالحجج، وأهل القبلة يكون بينهم الخصام. قال عبد الله بن عمر :