فِتْنَةٌ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } > ٧ !
< < الزمر :( ٤٩ ) فإذا مس الإنسان..... > > التخويل : مختص بالتفضل. ويقال : خولني، إذا أعطاك على غير جزاء ﴿ عَلَى عِلْمٍ ﴾ أي على علم مني أني سأعطاه، لما فيّ من فضل واستحقاق. أو على علم من الله بي وباستحقاقي أو على علم مني بوجوه الكسب، كما قال قارون :( على علم عندي ). فإن قلت : لم ذكر الضمير في ﴿ أُوتِيتُهُ ﴾ وهو للنعمة ؟ قلت : ذهاباً به إلى المعنى ؛ لأنّ قوله :﴿ نِعْمَةً مّنَّا ﴾ شيئاً من النعم وقسماً منها. ويحتمل أن تكون ( ما ) في إنما موصولة لا كافة، فيرجع إليها المضير. على معنى : أن الذي أوتيته على علم ﴿ بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ ﴾ إنكار لقوله كأنه قال : ما خوّلناك من خولناك من النعمة لما تقول، بل هي فتنة، أي : ابتلاء وامتحان لك، أتشكر أم تكفر ؟ فإن قلت : كيف ذكر الضمير ثم أنثه ؟ قلت : حملاً على المعنى أوّلاً، وعلى اللفظ آخراً ؛ ولأنّ الخبر لما كان مؤنثاً أعني ﴿ فِتْنَةً ﴾ : ساغ تأنيث المبتدأ لأجله لأنه في معناه، مقولهم : ما جاءت حاجتك. وقرىء :( بل هو فتنة ) وفق ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ ﴾. فإن قلت : ما السبب في عطف هذه الآية بالفاء وعطف مثلها في أوّل السورة بالواو ؟ قلت : السبب في ذلك أنّ هذه وقعت مسببة عن قوله :﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ﴾ ( الزمر : ٤٥ ) على معنى أنهم يشمئزون عن ذكر الله ويستبشرون بذكر الآلهة، فإذا مسّ أحدهم ضرّ دعا من اشمأزّ من ذكره، دون من استبشر بذكره، وما بينهما من الآي اعتراض. فإن قلت : حق الاعتراض أن يؤكد المعترض بينه وبينه. قلت : ما في الاعتراض من دعاء رسول الله ﷺ ربه بأمر منه وقوله :﴿ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ ﴾ ( الزمر : ٤٦ ) ثم ما عقبه من الوعيد العظيم : تأكيد لإنكار