الأرض، ودخولها تحت القبضة، ونصب مطويات على الحال ( سبحانه وتعالى ) ما أبعد من هذه قدرته وعظمته، وما أعلاه عما يضاف إليه من الشركاء.
! ٧ < ﴿ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاٌّ رْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴾ > ٧ !
< < الزمر :( ٦٨ ) ونفخ في الصور..... > > فإن قلت :﴿ أُخْرَى ﴾ ما محلها من الإعراب ؟ قلت : يحتمل الرفع والنصب : أما الرفع فعلى قوله :﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ ﴾ ( الحاقة : ١٣ ) وأما النصب فعلى قراءة من قرأ :﴿ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ ﴾ ( الحاقة : ١٣ ) والمعنى : ونفخ في الصور نفخة واحدة، ثم نفخ فيه أخرى. وإنما حذفت لدلالة أخرى عليها، ولكونها معلومة بذكرها في غير مكان. وقرىء :( قياماً ينظرون ) : يقلبون أبصارهم في الجهات نظر المبهوت إذا فاجأه خطب. وقيل : ينظرون ماذا يفعل بهم. ويجوز أن يكون القيام بمعنى الوقوف والجمود في مكان لتحيرهم.
! ٧ < ﴿ وَأَشْرَقَتِ الاٌّ رْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِىءَ بِالنَّبِيِّيْنَ وَالشُّهَدَآءِ وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < الزمر :( ٦٩ ) وأشرقت الأرض بنور..... > > قد استعار الله عزّ وجلّ النور للحق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل، وهذا من ذاك. والمعنى :﴿ وَأَشْرَقَتِ الاْرْضُ ﴾ بما يقيمه فيها من الحق والعدل، ويبسطه من القسط في الحساب ووزن الحسنات والسيئات، وينادي عليه بأنه مستعار إضافته إلى اسمه ؛ لأنه هو الحق العدل. وإضافة اسمه إلى الأرض ؛ لأنه يزينها حيث ينشر فيها عدله، وينصب فيها موازين قسطه، ويحكم بالحق بين أهلها، ولا ترى أزين للبقاع من العدل، ولا أعمر لها منه. وفي هذه الإضافة أن ربها وخالقها هو الذي يعدل فيها، وإنما يجوز فيها غير ربها، ثم ما عطف على إشراق الأرض من وضع الكتاب والمجيء بالنبيين والشهداء والقضاء بالحق وهو النور المذكور. وترى الناس يقولون للملك العادل : أشرقت الآفاق بعدلك، وأضاءت الدنيا بقسطك، كما تقول : أظلمت البلاد بجور فلان. قال رسول الله ﷺ :
( ٩٧٥ ) ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) وكما فتح الآية بإثبات العدل، ختمها بنفي

__________


الصفحة التالية
Icon