سَبِيلٍ } قط، أم اليأس واقع دون ذلك، فلا خروج ولا سبيل إليه. وهذا كلام من غلب عليه اليأس والقنوط، وإنما يقولون ذلك تعللاً وتحيراً ؛ ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك، وهو قوله :﴿ ذَلِكُم ﴾ أي ؛ ذلكم الذي أنتم فيه، وأن لا سبيل لكم إُى خروج قط بسبب كفركم بتوحيد الله وإيمانكم بالإشراك به ﴿ فَالْحُكْمُ للَّهِ ﴾ حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد : وقوله :﴿ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ ﴾ دلالة على الكبرياء والعظمة، وعلى أن عقاب مثله لا يكون إلاّ كذلك، وهو الذي يطابق كبرياءه ويناسب جبروته. وقيل : كأن الحرورية أخذوا قولهم : لا حكم إلاّ لله، من هذا.
! ٧ < ﴿ هُوَ الَّذِى يُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ * فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ * يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَىْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ١٣ - ١٦ ) هو الذي يريكم..... > > ﴿ يُرِيكُمْ ءايَاتِهِ ﴾ من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها. والرزق : المطر، لأنه سببه ﴿ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ ﴾ وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله إلاّ من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله، فإن المعاند لا سبيل إلى تذكره واتعاظه، ثم قال للنبيين ﴿ فَادْعُواْ اللَّهَ ﴾ أي : اعبدوه ﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ ﴾ من الشرك، وأن غاظ ذلك أعداءكم ممن ليس على دينكم. ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِى الرُّوحَ ﴾ ثلاثة أخبار، لقوله :( هو ) مترتبة على قوله :﴿ الَّذِى يُرِيكُمُ ﴾ ( الرعد : ١٢ ) أو أخبار مبتدأ محذوف، وهي مختلفة تعريفاً وتنكيراً. وقرىء :( رفيع الدرجات ) بالنصب على المدح. ورفيع الدرجات، كقوله تعالى :﴿ ذِي الْمَعَارِجِ ﴾ ( المعارج : ٣ ) وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش، وهي دليل على عزّته وملكوته. وعن ابن جبير : سماء فوق سماء. والعرش فوقهن. ويجوز أن يكون عبارة عن رفعة شأنه وعلوّ سلطانه، كما أنّ ذا العرش عبارة عن ملكه. وقيل : هي درجات ثوابه التي ينزلها أولياءه في الجنة ﴿ الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ﴾ الذي هو سبب الحياة من أمره، يريد : الوحي الذي هو أمر بالخير وبعث عليه، فاستعار له الروح، كما قال تعالى :﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ ( الأنعام : ١٢٢ ) ﴿ لّيُنذِرَ ﴾ الله. أو الملقى عليه : وهو الرسول أو الروح. وقرىء :( لتنذر ) أي : لتنذر الروح لأنها تؤنث، أو على خطاب الرسول. وقرىء :( لينذر يوم التلاق ) على البناء للمفعول ﴿ يَوْمَ التَّلاَقِ ﴾ يوم القيامة، لأن