والعدل. لاستغنائه عن الظلم. وآلهتكم لا يقضون بشيء. وهذا تهكم بهم، لأن ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه : يقضي، أو لا يقضي ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ تقرير لقوله :﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاْعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ ﴾ ( غافر : ١٩ ) ووعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعملون، وأنه يعاقبهم عليه وتعريض بما يدعون من دون الله، وأنها لا تسمع ولا تبصر، وقرىء :( يدعون ) بالتاء والياء.
! ٧ < ﴿ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِى الاٌّ رْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَءَاثَاراً فِى الاٌّ رْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِىٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٢١ ) أولم يسيروا في..... > > (هم ) في ﴿ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ ﴾ فصل. فإن قلت : من حق الفصل أن لا يقع إلاّ بين معرفتين فما باله واقعاً بين معرفة وغير معرفة ؟ وهو أشدّ منهم. قلت : قد ضارع المعرفة في أنه لا تدخله الألف واللام، فأجرى مجراها. وقرىء :( منكم ) وهي في مصاحف أهل الشام ﴿ وَءاثَاراً ﴾ يريد حصونهم وقصورهم وعددهم، وما يوصف بالشدّة من آثارهم. أو أرادوا : أكثر آثاراً، كقوله :% ( مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحاً ;
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِأايَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَشرُونَ فَقَالُواْ سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَآءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ اقْتُلُواْ أَبْنَآءَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ وَاسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَالٍ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٢٣ - ٢٥ ) ولقد أرسلنا موسى..... > > ﴿ وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ وحجة ظاهرة وهي المعجزات، فقالوا : هو ساحر كذاب، فسموا السلطان المبين سحراً وكذاباً ﴿ فَلَمَّا جَاءهُمْ بِالْحَقّ ﴾ بالنبوّة، فإن قلت : أما كان قتل الأبناء واستحياء النساء من قبل خيفة أو يولد المولود الذي أنذرته الكهنة بظهوره وزوال ملكه على يده ؟ قلت : قد كان ذلك القتل حينئذ، وهذا قتل آخر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ قَالُواْ اقْتُلُواْ ﴾ أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولاً، يريد : أن هذا قتل غير القتل الأول ﴿ فِى ضَلَالٍ ﴾ في ضياع وذهاب، باطلاً لم يجد عليهم، يعني : أنهم باشروا قتلهم أولاً فما أغنى عنهم، ونفذ قضاء الله بإظهار من خافوه، فما يغني عنهم هذا

__________


الصفحة التالية
Icon