صيفي في سقيا عبد المطلب : ألا وفيهم الطيب الطاهر لداته والقصد إلى طهارته وطيبه، فإذا علم أنه من باب الكناية لم يقع فرق بين قوله : ليس كالله شيء، وبين قوله :﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء ﴾ إلا ما تعطيه الكناية من فائدتها، وكأنهما عبارتان معتقبتان على معنى واحد : وهو نفي المماثلة عن ذاته، ونحوه قوله عز وجل :﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ ( المائدة : ٦٤ ) فإن معناه : بل هو جواد من غير تصوّر يد ولا بسط لها : لأنها وقعت عبارة عن الجود لا يقصدون شيئاً آخر، حتى أنهم استعملوها فيمن لا يد له، فكذلك استعمل هذا فيمن له مثل ومن لا مثل له، ولك أن تزعم أنّ كلمة التشبيه كرّرت للتأكيد، كما كرّرها من قال :% ( وَصَالِيَاتٍ كَكَمَا يُؤْثَفَيْن
__________