وأبواباً وسرراً كلها من فضة وزخرف، وجعلنا لهم زخرفاً، أي : زينة من كل شيء. والزخرف : الزينة والذهب. ويجوز أن يكون الأصل : سقفاً من فضة وزخرف، يعني : بعضها من فضة وبعضها من ذهب، فنصب عطفاً على محل ﴿ مِن فِضَّةٍ ﴾ وفي معناه قول رسول الله ﷺ :
( ١٠٠٣ ) ( لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء ) فإن قلت : فحين لم يوسع على الكافرين للفتنة التي كان يؤدّي إليها التوسعة عليهم من إطباق الناس على الكفر لحبهم الدنيا وتهالكهم عليها، فهلا وسع على المسلمين ليطبق الناس على الإسلام ؟ قلت : التوسعة عليهم مفسدة أيضاً لما تؤدى إليه من الدخول في الإسلام لأجل الدنيا، والدخول في الدين لأجل الدنيا من دين المنافقين، فكانت الحكمة فيما دبر : حيث جعل في الفريقين أغنياء وفقراء، وغلب الفقر على الغنى.
! ٧ < ﴿ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ > ٧ !
< < الزخرف :( ٣٦ ) ومن يعش عن..... > > قرىء ( ومن يعش ) بضم الشين وفتحها. والفرق بينهما أنه إذا حصلت الآفة في بصره قيل : عشي. وإذا نظر نظر العشي ولا آفة به قيل عشا. ونظيره : عرج، لمن به

__________


الصفحة التالية
Icon