فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَاذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الاٌّ حْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } > ٧ !
< < الزخرف :( ٦٣ - ٦٥ ) ولما جاء عيسى..... > > ﴿ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ المعجزات. أو بآيات الإنجيل والشرائع البينات الواضحات ﴿ بِالْحِكْمَةِ ﴾ يعني الإنجيل والشرائع. فإن قلت : هلا بين لهم كل الذي يختلفون فيه ولكن بعضه ؟ قلت : كانوا يختلفون في الديانات وما يتعلق بالتكليف وفيما سوى ذلك مما لم يتعبدوا بمعرفته والسؤال عنه، وإنما بعث ليبين لهم ما اختلفوا فيه مما يعنيهم من أمر دينهم ﴿ الاْحَزَابِ ﴾ الفرق المتحزبة بعد عيسى. وقيل : اليهود والنصارى ﴿ فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ وعيد للأحزاب. فإن قلت :﴿ مِن بَيْنِهِمْ ﴾ إلى من يرجع الضمير فيه ؟ قلت : إلى الذين خاطبهم عيسى في قوله :﴿ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ ﴾ وهم قومه المبعوث إليهم.
! ٧ < ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * الاٌّ خِلاَءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ * ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِأايَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ * ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الاٌّ نْفُسُ وَتَلَذُّ الاٌّ عْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ > ٧ !
< < الزخرف :( ٦٦ ) هل ينظرون إلا..... > > ﴿أَن تَأْتِيهُمُ ﴾ بدل من الساعة. والمعنى : هل ينظرون إلا إتيان الساعة. فإن قلت : أما أدى قوله :﴿ بَغْتَةً ﴾ مؤدّي قوله :﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ فيستغني عنه ؟ قلت : لا، لأنّ معنى قوله تعالى :﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ : وهم غافلون لاشتغالهم بأمور دنياهم، كقولهم تعالى :﴿ تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصّمُونَ ﴾ ( يس : ٤٩ ) ويجوز أن تأتيهم بغتة وهم فطنون ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ منصوب بعدوّ، أي : تنقطع في ذلك اليوم كل خلة بين المتخالين في غير ذات الله، وتنقلب عداوة ومقتا، إلا خلة المتصادقين في الله، فإنها الخلة الباقية المزدادة قوّة إذا رأوا ثواب التحاب في الله تعالى والتباغض في الله. وقيل :﴿ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ﴾ إلا المجتنبين أخلاء السوء. وقيل : نزلت في أبيّ بن خلف، وعقبه ابن أبي معيط ﴿ فِى عِبَادِى ﴾ حكاية لما ينادى به المتقون المتحابون في الله يومئذٍ، و ﴿ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ منصوب المحل صفة لعبادي، لأنه منادى مضاف، أي : الذين صدّقوا ﴿ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِئَايَاتِنَا ﴾ مخلصين وجوههم لنا، جاعلين أنفسهم سالمة لطاعتنا. وقيل : إذا بعث الله الناس فزع كل أحد، فينادي مناد، يا عبادي فيرجوها الناس كلهم، ثم يتبعها الذين آمنوا فييأس الناس منها غير المسلمين. وقرىء ( يا عباد ) ﴿ تُحْبَرُونَ ﴾ تسرون سروراً يظهر حباره أي : أثره على وجوهكم، كقوله تعالى :{ تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ

__________


الصفحة التالية
Icon