إما أن تتعلق بالضرب والشد : أو بالمن والفداء ؛ فالمعنى على كلا المتعلقين عند الشافعي رضي الله عنه : أنهم لا يزالون على ذلك أبداً إلى أن لا يكون حرب مع المشركين. وذلك إذا لم يبق لهم شوكة. وقيل : إذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام. وعند أبي حنيفة رحمه الله : إذا علق بالضرب والشد ؛ فالمعنى : أنهم يقتلون ويؤسرون حتى تضع جنس الحرب الأوزار، وذلك حين لا تبقى شوكة للمشركين. وإذا علق بالمن والفداء، فالمعنى : أنه يمن عليهم ويفادون حتى تضع حرب بدر أوزارها إلا أن يتأول المن والفداء بما ذكرنا من التأويل ﴿ ذَالِكَ ﴾ أي الأمر ذلك، أو افعلوا ذلك ﴿ لاَ تُنصَرُونَ * مِنْهُمْ ﴾ لا نتقم منهم ببعض أسباب الهلك : من خسف، أو رجفة، أو حاصب، أو غرق. أو موت جارف، ﴿ وَلَاكِن ﴾ أمركم بالقتال ليبلو المؤمنين بالكافرين : أن يجاهدوا ويصبروا حتى يستوجبوا الثواب العظيم، والكافرين بالمؤمنين بأن يعاجلهم على أيديهم ببعض ما وجب لهم من العذاب. وقرىء :( قتلوا ) بالتخفيف والتشديد : وقتلوا. وقاتلوا. وقرىء :( فلن يضل أعمالهم )، وتضل أعمالهم : على البناء للمفعول. ويضل أعمالهم من ضل. وعن قتادة : أنها نزلت في يوم أحد ﴿ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ أعلمها لهم وبينها بما يعلم به كل أحد منزلته ودرجته من الجنة. قال مجاهد : يهتدي أهل الجنة إلى مساكنهم منها لا يخطئون، كأنهم كانوا سكانها منذ خلقوا لا يستدلون عليها. وعن مقاتل : إن الملك الذي وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه فيعرفه كل شيء أعطاه الله، أو طيبها لهم، من العرف : وهو طيب الرائحة. وفي كلام بعضهم : عزف كنوح القماري وعرف كفوح القماري. أو حددها لهم ؛ فجنة كل أحد محدودة مفرزة عن غيرها، من : عرف الدار وارفها. والعرف والارف، والحدود.
! ٧ < ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ > ٧ !
< < محمد :( ٧ ) يا أيها الذين..... > > ﴿ إِن تَنصُرُواْ ﴾ دين ﴿ اللَّهَ ﴾ ورسوله ﴿ يَنصُرْكُمُ ﴾ على عدوكم ويفتح لكم ﴿ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ في مواطن الحرب أو على محجة الإسلام.
! ٧ < ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ > ٧ !
< < محمد :( ٨ - ٩ ) والذين كفروا فتعسا..... > > ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسره ﴿ فَتَعْساً لَّهُمْ ﴾ كأنه قال : أتعس الذين كفروا. فإن قلت : علام عطف قوله :﴿ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ ؟ قلت : على

__________


الصفحة التالية
Icon