! ٧ < ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ > ٧ !
< < الفتح :( ٢٩ ) محمد رسول الله..... > > ﴿مُحَمَّدٌ ﴾ إما خبر مبتدأ، أي : هو محمد بن لتقدّم قوله تعالى :﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ ﴾ ( الفتح : ٢٨ ) وإما مبتدأ، ورسول الله : عطف بيان. وعن ابن عامر أنه قرأ : رسول الله، بالنصب على المدح ﴿ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ أصحابه ﴿ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ﴾ جمع شديد ورحيم. ونحوه ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ ( المائدة : ٥٤ )، ﴿ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ ( التوبة : ٧٣ )، ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ * رَءوفٌ * رَّحِيمٌ ﴾ ( التوبة : ١٢٨ ) وعن الحسن رضي الله عنه : بلغ من تشدّدهم على الكفار : أنهم كانوا يتحرّزون من ثيابهم أن تلزق بثيابهم، ومن أبدانهم أن تمس أبدانهم ؛ وبلغ من ترحمهم فيما بينهم أنه كان لا يرى مؤمن مؤمناً إلا صافحه وعانقه، والمصافحة لم تختلف فيها الفقهاء. وأما المعانقة فقد كرهها أبو حنيفة رحمه الله، وكذلك التقبيل. قال لا أحب أن يقبل الرجل من الرجل وجهه ولا يده ولا شيئاً من جسده. وقد رخص أبو يوسف في المعانقة. ومن حق المسلمين في كل زمان أن يراعوا هذا التشدّد وهذا التعطف : فيتشدّدوا على من ليس على ملتهم ودينهم ويتحاموه، ويعاشروا إخوتهم في الإسلام متعطفين بالبر والصلة. وكف الأذى. والمعونة، والاحتمال، والأخلاق السجيحة ووجه من قرأ :( أشداء، ورحماء ) بالنصب : أن ينصبهما على المدح، أو على الحال بالمقدّر في ﴿ مَعَهُ ﴾، ويجعل ﴿ تَرَاهُمْ ﴾ الخبر ﴿ سِيمَاهُمْ ﴾ علامتهم. وقرىء :( سيماؤهم ) وفيها ثلاث لغات : هاتان. والسيمياء، والمراد بها السمة التي تحدث في جبهة السجاد من كثرة السجود، وقوله تعالى :﴿ مّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ يفسرها، أي : من التأثير الذي يؤثره السجود، وكان كل من العليين : عليّ بن الحسين زين العابدين، وعليّ بن عبد الله بن عباس أبي الأملاك، يقال له : ذو الثفنات ؛ لأنّ كثرة سجودهما أحدثت في مواقعه منهما أشباه ثفنات البعير. وقرىء :( من أثر السجود ) و ( من آثار السجود )، وكذا عن سعيد بن جبير : هي السمة في الوجه. فإن قلت : فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم