( ١٠٥١ ) ( لا تعلبوا صوركم )، وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلاً قد أثر في وجهه السجود فقال : إن صورة وجهك أنفك، فلا تعلب وجهك، ولا تشن صورتك. قلت : ذلك إذا اعتمد بجبهته على الأرض لتحدث فيه تلك السمة. وذلك رياء ونفاق يستعاذ بالله منه، ونحن فيما حدث في جبهة السجاد الذي لا يسجد إلا خالصاً لوجه الله تعالى. وعن بعض المتقدّمين : كنا نصلي فلا يرى بين أعيننا شيء، ونرى أحدنا الآن يصلي فيرى بين عينيه ركبة البعير، فما ندري أثقلت الأرؤس أم خشنت الأرض وإنما أراد بذلك من تعمد ذلك للنفاق. وقيل : هو صفرة الوجه من خشية الله. وعن الضحاك : ليس بالندب في الوجوه، ولكنه صفرة. وعن سعيد بن المسيب : ندى الطهور وتراب الأرض. وعن عطاء رحمه الله : استنارت وجوههم من طول ما صلوا بالليل، كقوله :
( ١٠٥٢ ) ( من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ) ﴿ ذَلِكَ ﴾ الوصف ﴿ مّثْلُهُمْ ﴾ أي وصفهم العجيب الشأن في الكتابين جميعاً، ثم ابتدأ فقال :﴿ كَزَرْعٍ ﴾ يريد : هم كزرع. وقيل : تم الكلام عند قوله :﴿ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ ﴾ ثم ابتديء :( ومثلهم في الإنجيل كزرع ) ويجوز أن يكون ذلك إشارة مبهمة أوضحت بقوله :﴿ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴾ كقوله تعالى :﴿ وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الاْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآْء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ﴾ ( الحجر : ٦٦ ). وقرىء :( الأنجيل ) بفتح الهمزة ﴿ شَطْأَهُ ﴾ فراخه. يقال : أشطا الزرع إذا فرخ. وقرىء :( شطأه ) بفتح الطاء. وشطاه، بتخفيف الهمزة : وشطاءه بالمدّ. وشطه،