الصوت، فأخاف أن يكون عملي قد حبط، فقال له رسول الله ﷺ :( لست هناك، إنك تعيش بخير وتموت بخير، وإنك من أهل الجنة ). وأمّا ما يروى عن الحسن : أنها نزلت فيمن كان يرفع صوته من المنافقين فوق صوت رسول الله ﷺ، فمحمله والخطاب للمؤمنين : على أن ينهى المؤمنون ليندرج المنافقون تحت النهي، ليكون الأمر أغلظ عليهم وأشق. وقيل : كان المنافقون يرفعون أصواتهم ليظهروا قلة مبالاتهم، فيقتدي بهم ضعفة المسلمين. وكان التشبيه في محل النصب، أي : لا تجهروا له جهراً مثل جهر بعضكم لبعض. وفي هذا : أنهم لم ينهوا عن الجهر مطلقاً، حتى لا يسوغ لهم أن يكلموه إلا بالهمس والمخافتة، وإنما نهوا عن جهر مخصوص مقيد بصفة، أعني : الجهر المنعوت بمماثلة ما قد اعتادوه منهم فيما بينهم، وهو الخلو من مراعاة أبهة النبوّة وجلالة مقدارها، وانحطاط سائر الرتب وإن جلت عن رتبتها ﴿ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ ﴾ منصوب الموضع، على أنه مفعول له، وفي متعلقه وجهان، أحدهما : أن يتعلق بمعنى النهي،

__________


الصفحة التالية
Icon