أبعد فلان في قوله. ومعناه : بعيد من الوهم والعادة. ويجوز أن يكون الرجع بمعنى المرجوع. وهو الجواب، ويكون من كلام الله تعالى استبعاداً لإنكارهم ما أنذروا به من البعث، والوقف قبله على هذا التفسير حسن. وقرىء :( إذا متنا ) على لفظ الخبر، ومعناه : إذا متنا بعد أن نرجع، والدال عليه ﴿ ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ ﴾. فإن قلت : فما ناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى المرجوع ؟ قلت : ما دل عليه المنذر من المنذر به، وهو البعث.
! ٧ < ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الاٌّ رْضَ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٤ ) قد علمنا ما..... > > ﴿قَدْ عَلِمْنَا ﴾ ردّ لاستبعادهم الرجع، لأن من لطف علمه حتى تغلغل إلى ما تنقص الأرض من أجساد الموتى وتأكله من لحومهم وعظامهم، كان قادراً على رجعهم أحياء كما كانوا. عن النبي ﷺ :
( ١٠٨٣ ) ( كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب )، وعن السدي :﴿ مَا تَنقُصُ الاْرْضَ مِنْهُمْ ﴾ ما يموت فيدفن في الأرض منهم ﴿ كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ محفوظ من الشياطين ومن التغير، وهو اللوح المحفوظ. أو حافظ لما أودعه وكتب فيه.
! ٧ < ﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِى أَمْرٍ مَّرِيجٍ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٥ ) بل كذبوا بالحق..... > > ﴿بَلْ كَذَّبُواْ ﴾ إضراب أتبع الإضراب الأوّل، للدلالة على أنهم جاؤوا بما هو أفظع من تعجبهم ؛ وهو التكذيب بالحق الذي هو النبوّة الثابتة بالمعجزات في أوّل وهلة من غير تفكر ولا تدبر ﴿ فَهُمْ فِى أَمْرٍ مَّرِيجٍ ﴾ مضطرب. يقال : مرج الخاتم في أصبعه وجرج ؛ فيقولون تارة : شاعر، وتارة : ساحر، وتارة : كاهن، لا يثبتون على شيء واحد : وقرىء :( لما جاءهم ) بكسر اللام وما المصدرية، واللام هي التي في قولهم لخمس خلون، أي : عند مجيئه إياهم، وقيل :﴿ الْحَقّ ﴾ : القرآن. وقيل : الإخبار بالبعث.
! ٧ < ﴿ أَفَلَمْ يَنظُرُواْ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٦ ) أفلم ينظروا إلى..... > > ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُواْ ﴾ حين كفروا بالبعث إلى آثار قدرة الله في خلق العالم ﴿ بَنَيْنَاهَا ﴾ رفعناها بغير عمد ﴿ مِن فُرُوجٍ ﴾ من فتوق : يعني أنها ملساء سليمة من العيوب لا فتق فيها ولا صدع ولا خلل، كقوله تعالى :﴿ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ﴾ ( الملك : ٣ ).