! ٧ < ﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ هَاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٢٣ ) وقال قرينه هذا..... > > ﴿وَقَالَ قَرِينُهُ ﴾ هو الشيطان الذي قيض له في قوله :﴿ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ ( الزخرف : ٣٦ ) يشهد له قوله تعالى :﴿ قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ﴾ ( ق : ٢٧ ). ﴿ هَاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ﴾ هذا شيء لديّ وفي ملكتي عتيد لجهنم. والمعنى : أن ملكاً يسوقه وآخر يشهد عليه، وشيطاناً مقروناً به، يقول : قد أعتدته لجهنم وهيأته لها بإغوائي وإضلالي. فإن قلت : كيف إعراب هذا الكلام ؟ قلت : إن جعلت ﴿ مَا ﴾ موصوفة، فعتيد : صفة لها : وإن جعلتها موصولة، فهو بدل، أو خبر بعد خبر. أو خبر مبتدأ محذوف.
! ٧ < ﴿ أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ * الَّذِى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَاهاً ءَاخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٢٤ - ٢٦ ) ألقيا في جهنم..... > > ﴿أَلْقِيَا ﴾ خطاب من الله تعالى للملكين السابقين : السائق والشهيد : ويجوز أن يكون خطاباً للواحد على وجهين : أحدهما قول المبرد : أن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما، كأنه قيل : ألق ألق : للتأكيد. والثاني : أنّ العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان، فكثر على ألسنتهم أن يقولوا : خليليّ وصاحبيّ، وقفا وأسعدا، حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين عن الحجاج أنه كان يقول : يا حرسي، اضربا عنقه. وقرأ الحسن ( ألقين ) بالنون الخفيفة. ويجوز أن تكون الألف في ﴿ أَلْقِيَا ﴾ بدلاً من النون : إجراء للوصل مجرى الوقف ﴿ عَنِيدٍ ﴾ معاند مجانب للحق معاد لأهله ﴿ مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ ﴾ كثير المنع للمال على حقوقه، جعل ذلك عادة له لا يبذل منه شيئاٌ قط. أو مناع لجنس الخير أن يصل إلى أهله يحول بينه وبينهم. قيل : نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يمنع بني أخيه من الإسلام، وكان يقول : من دخل معكم فيه لم أنفعه بخير ما عشت ﴿ مُعْتَدٍ ﴾ ظالم متخط للحق ﴿ مُرِيبٍ ﴾ شاك في الله وفي دينه ﴿ الَّذِى جَعَلَ ﴾ مبتدأ مضمن معنى الشرط، ولذلك أجيب بالفاء. ويجوز أن يكون ﴿ الَّذِى جَعَلَ ﴾ منصوباً بدلاً من ﴿ كُلَّ كَفَّارٍ ﴾ ويكون ﴿ فَأَلْقِيَاهُ ﴾ تكريراً للتوكيد.
! ٧ < ﴿ قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَاكِن كَانَ فِى ضَلَلٍ بَعِيدٍ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٢٧ ) قال قرينه ربنا..... > > فإن قلت : لم أخليت هذه الجملة عن الواو وأدخلت على الأولى ؟ قلت : لأنها استؤنفت كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كما رأيت في حكاية المقاولة بين موسى وفرعون. فإن قلت : فأين التقاول هاهنا ؟ قلت : لما قال قرينه :{ هَاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ

__________


الصفحة التالية
Icon