سورة الطور، فلما بلغ ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ ﴾ أسلمت خوفاً من أن ينزل العذاب ﴿ تَمُورُ السَّمَاء ﴾ تضطرب وتجيء وتذهب. وقيل : المور تحرك في تموّج، وهو الشيء يتردد في عرض كالداغصة في الركبة.
! ٧ < ﴿ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَاذِهِ النَّارُ الَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَاذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُواْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < الطور :( ١١ ) فويل يومئذ للمكذبين > > غلب الخوض في الاندفاع في الباطل والكذب. ومنه قوله تعالى :﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الُخَائِضِينَ ﴾ ( المدثر : ٤٥ )، ﴿ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ ﴾ ( التوبة : ٦٩ ) الدع : الدفع العنيف، وذلك أن خزنة النار يغلون أيديهم إلى أعناقهم، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم، ويدفعونهم إلى النار دفعاً على وجوههم وزخاً في أقفيتهم. وقرأ زيد بن عليّ ( يدعون ) من الدعاء أي يقال لهم : هلموا إلى النار، وادخلوا النار ﴿ دَعًّا ﴾ مدعوعين، يقال لهم : هذه النار ﴿ أَفَسِحْرٌ هَاذَا ﴾ يعني كنتم تقولون للوحي هذا سحر، أفسحر هذا ؟ يريد : أهذا المصدق أيضاً سحر ؟ ودخلت الفاء لهذا المعنى ﴿ أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ﴾ كما كنتم لا تبصرون في الدنيا، يعني : أم أنتم عمي عن المخبر عنه كما كنتم عمياً عن الخبر، وهذا تقريع وتهكم ﴿ سَوَآءٌ ﴾ خبر محذوف، أي : سواء عليكم الأمران : الصبر وعدمه، فإن قلت : لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله :﴿ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ؟ قلت : لأنّ الصبر إنما يكون له مزية على الجزع، لنفعه في العاقبة بأن يجازي عليه الصابر جزاء الخير، فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء ولا عاقبة له ولا منفعة، فلا مزية له على الجزع.
! ٧ < ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَآ ءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ > ٧ !
< < الطور :( ١٧ - ٢٠ ) إن المتقين في..... > > ﴿ فِى جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ﴾ في آية جنات وأي نعيم، بمعنى الكمال في الصفة. أو في جنات ونعيم مخصوصة بالمتقين خلقت لهم خاصة. وقرىء :( فاكهين ) فكهين وفاكهون : من نصبه حالاً جعل الظرف مستقراً، ومن رفعه خبراً جعل الظرف لغواً، أي : متلذذين ﴿ بِمَا ءاتَاهُمْ رَبُّهُمْ ﴾. فإن قلت : علام عطف قوله ؟ ﴿ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ ﴾ ؟ قلت : على قوله :

__________


الصفحة التالية
Icon