﴿ فِي جَنَّاتِ ﴾ أو على ﴿ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ ﴾ على أن تجعل ما مصدرية ؛ والمعنى : فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم. ويجوز أن تكون الواو للحال وقد بعدها مضمرة. يقال لهم :﴿ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ ﴾ أكلا وشرباً ﴿ هَنِيئَاً ﴾ أو طعاماً وشراباً هنيئاً، وهو الذي لا تنغيص فيه. ويجوز أن يكون مثله في قوله :% ( هَنِيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مخَامِر % لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ ) %
أعني : صفة استعملت استعمال المصدر القائم مقام الفعل مرتفعاً به ما استحلت كما يرتفع بالفعل، ، كأنه قيل : هناء عزة المستحل من أعراضنا، وكذلك معنى ﴿ هَنِيئَاً ﴾ ههنا : هناءكم الأكل والشرب. أو هناءكم ما كنتم تعملون ؛ أي : جزاء ما كنتم تعملون. والباء مزيدة كما في ﴿ كَفَى بِاللَّهِ ﴾ ( الرعد : ٤٣ ) والباء متعلقة بكلوا واشربوا إذا جعلت الفاعل الأكل والشرب. وقرىء :( بعيس عين ).
! ٧ < ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْءٍ كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ * وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ﴾ > ٧ !
< < الطور :( ٢١ - ٢٤ ) والذين آمنوا واتبعتهم..... > > ﴿ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ ﴾ معطوف على ﴿ حُورٌ * عِينٌ ﴾ أي : قرناهم بالحور وبالذين آمنوا، أي : بالرفقاء والجلساء منهم، كقوله تعالى :﴿ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ ( الحجر : ٤٧ ) فيتمتعون تارة بملاعبة الحور، وتارة بمؤانسة الإخوان المؤمنين ﴿ وَأَتْبَعْنَاهُم ﴾ قال رسول الله ﷺ :
( ١٠٩٣ ) ( إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لتقرّبهم عينه ) ثم تلا هذه الآية. فيجمع الله لهم أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم، ومزاوجة الحور العين، وبمؤانسة الإخوان المؤمنين، وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم. ثم قال :﴿ ذُرّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ ﴾ أي بسبب إيمان عظيم رفيع المحل، وهو إيمان الآباء ألحقنا بدرجاتهم ذريتهم