وَيَرْضَى }
< < النجم :( ٢٦ ) وكم من ملك..... > > يعني : أنّ أمر الشفاعة ضيق وذلك أنّ الملائكة مع قربتهم وزلفاهم وكثرتهم واغتصاص السموات بجموعهم لو شفعوا بأجمعهم لأحد لم تغن شفاعتهم عنه شيئاً قط ولم تنفع، إلا إذا شفعوا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن يشاء الشفاعة له ويرضاه ويراه أهلاً لأن يشفع له، فكيف تشفع الأصنام إليه بعبدتهم. > ٧ !
! ٧ < ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاٌّ خِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الاٍّ نثَى * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً * فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ﴾ > ٧ !
< < النجم :( ٢٧ - ٣٠ ) إن الذين لا..... > > ﴿ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ ﴾ أي كل واحد منهم ﴿ تَسْمِيَةَ الاْنثَى ﴾ لأنهم إذا قالوا : الملائكة بنات الله، فقد سموا كل واحد منهم بنتاً وهي تسمية الأنثى ﴿ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾ أي بذلك وبما يقولون. وفي قراءة أبيّ :( بها )، أي : بالملائكة. أو التسمية ﴿ لاَ يُغْنِى مِنَ الْحَقّ شَيْئًا ﴾ يعني إنما يدرك الحق الذي هو حقيقة الشيء وما هو عليه بالعلم والتيقن لا بالظنّ والتوهم ﴿ فَأَعْرَضَ ﴾ عن دعوة من رأيته معرضاً عن ذكر الله وعن الآخرة ولم يرد إلا الدنيا، ولا تتهالك على إسلامه، ثم قال :﴿ إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ ﴾ أي إنما يعلم الله من يجيب ممن لا يجيب، وأنت لا تعلم، فخفض على نفسك ولا تتعبها، فإنك لا تهدي من أحببت، وما عليك إلا البلاغ. وقوله تعالى :﴿ ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مّنَ الْعِلْمِ ﴾ اعتراض أو فأعرض عنه ولا تقابله، إنّ ربك هو أعلم بالضال والمهتدي، وهو مجازيهما بما يستحقان من الجزاء.
! ٧ < ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِى الَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الاٌّ رْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ > ٧ !
< < النجم :( ٣١ ) ولله ما في..... > > قرىء :( ليجزي ) ويجزى، بالياء والنون فيهما. ومعناه : أنّ الله عز وجل إنما خلق العالم وسوّى هذا الملكوت لهذا الغرض : وهو أن يجازي المحسن من الملكفين والمسيء منهم. ويجوز أن يتعلق بقوله :﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ﴾ ( النجم : ٣٠ ) لأن نتيجة العلم بالضال والمهتدي جزاؤهما ﴿ بِمَا عَمِلُواْ ﴾ بعقاب ما عملوا من السوء. و ﴿ بِالْحُسْنَى ﴾ بالمثوبة الحسنى وهي الجنة. أو بسبب ما عملوا من السوء وبسبب

__________


الصفحة التالية
Icon