الأعمال الحسنى ﴿ كَبَائِرَ الإثْمِ ﴾ أي الكبائر من الإثم ؛ لأن الإثم جنس يشتمل على كبائر وصغائر، والكبائر : الذنوب التي لا يسقط عقابها إلا بالتوبة. وقيل : التي يكبر عقابها بالإضافة إلى ثواب صاحبها ﴿ وَالْفَوَاحِشَ ﴾ مافحش من الكبائر، كأنه قال : والفواحش منها خاصة : وقرىء :( كبير الإثم ) أي : النوع الكبير منه وقيل : هو الشرك بالله. واللمم : ما قل وصغر. ومنه : اللمم المس من الجنون، واللوثة منه. وألم بالمكان إذا قل فيه لبثه. وألم بالطعام : قل منه أكله : ومنه :% ( لِقَاءُ أَخِلاَّءِ الصَّفَاِ لِمَامُ ;
والمراد الصغائر من الذنوب، ولا يخلو قوله تعالى :﴿ إِلاَّ اللَّمَمَ ﴾ من أن يكون استثناء منقطعاً أو صفة، كقوله تعالى :﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ ( الأنبياء : ٢٢ ) كأنه قيل : كبائر الإثم غير اللمم، وآلهة غير الله : وعن أبي سعيد الخدري : اللمم هي النظرة، والغمزة، والقبلة : وعند السدّي : الخطرة من الذنب : وعن الكلبي : كل ذنب لم يذكر الله عليه حدّاً ولا عذاباً : وعن عطاء : عادة النفس الحين بعد الحين ﴿ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ حيث يكفر الصغائر باجتناب الكبائر، والكبائر بالتوبة ﴿ فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ ﴾ فلا تنسبوها إلى زكاء العمل وزيادة الخير وعمل الطاعات : أو إلى الزكاء والطهارة من المعاصي، ولا تثنوا عليها واهضموها، فقد علم الله الزكي منكم والتقي أوّلاً وآخراً قبل أن يخرجكم من صلب آدم، وقبل أن تخرجوا من بطون أمهاتكم. وقيل : كان ناس يعملون أعمالاً حسنة ثم يقولون : صلاتنا وصيامنا وحجنا، فنزلت : وهذا إذا كان على سبيل الإعجاب أو الرياء : فأما من اعتقد أن ما عمله من العمل الصالح من الله وبتوفيقه وتأييده ولم يقصد به التمدح : لم يكن من المزكين أنفسهم، لأن المسرة بالطاعة طاعة، وذكرها شكر.
! ٧ < { أَفَرَأَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى * أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى * أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَآءَ الأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالاٍّ نثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الاٍّ خْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الاٍّ ولَى * وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ