هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى } > ٧ !
< < النجم :( ٣٣ ) أفرأيت الذي تولى > > ﴿وَأَكْدَى ﴾ قطع عطيته وأمسك، وأصله : إكداء الحافر، وهو أن تلقاه كدية : وهي صلابة كالصخرة فيمسك عن الحفر، ونحوه : أجبل الحافر، ثم استعير فقيل : أجبل الشاعر إذا أفحم. روى :
( ١١٠٤ ) أن عثمان رضي الله عنه كان يعطي ما له في الخير، فقال له عبد الله بن سعد بن أبي سرح وهو أخوه من الرضاعة : يوشك أن لا يبقي لك شيء، فقال عثمان : إن لي ذنوباً وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه، فقال عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن العطاء. فنزلت. ومعنى ﴿ تَوَلَّى ﴾ ترك المركز يوم أحد، فعاد عثمان إلى أحسن من ذلك وأجمل ﴿ فَهُوَ يَرَى ﴾ فهو يعلم أن ما قاله له أخوه من احتمال أو زاره حق ﴿ وَفَّى ﴾ قرىء مخففاً ومشدّداً، والتشديد مبالغة في الوفاء. أو بمعنى : وفر وأتم، كقوله تعالى :﴿ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ ( البقرة : ١٢٤ ) وإطلاقه ليتناول كل وفاء وتوفية، من ذلك : تبليغه الرسالة، واستقلاله بأعباء النبوّة، والصبر على ذبح ولده وعلى نار نمروذ، وقيامه بأضيافه وخدمته إياهم بنفسه، وأنه كان يخرج كل يوم فيمشي فرسخاً يرتاد ضيفاً، فإن وافقه أكرمه، وإلا نوى الصوم. وعن الحسن : ما أمره الله بشيء إلا وفى به. وعن الهزيل بن شرحبيل : كان بين نوح وبين إبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة غيره، ويقتل بأبيه وابنه وعمه وخاله، والزوج بامرأته، والعبد بسيده ؛ فأوّل من خالفهم إبراهيم. وعن عطاء بن السائب : عهد أن لا يسأل مخلوقاً، فلما قذف في النار قال له جبريل وميكائيل : ألك حاجة ؟ فقال. أمّا إليكما فلا. وعن النبي ﷺ :
( ١١٠٥ ) وفّى عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار، وهي صلاة الضحى. وروى :
( ١١٠٦ ) ألا أخبركم لم سمى الله خليله ﴿ الَّذِى وَفَّى ﴾ ؟ كان يقول إذا أصبح

__________


الصفحة التالية
Icon