منبسط لا يتقلص، كظلّ ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ﴿ مَّسْكُوبٍ ﴾ يسكب لهم أين شاؤوا وكيف شاؤوا لا يتعنون فيه. وقيل : دائم الجرية لا ينقطع. وقيل : مصبوب يجري على الأرض في غير أخدود ﴿ لاَّ مَقْطُوعَةٍ ﴾ هي دائمة لا تنقطع في بعض الأوقات كفواكه الدنيا ﴿ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾ لا تمنع عن متناولها بوجه، ولا يحظر عليها كما يحظر على بساتين الدنيا. وقرىء :( فاكهة كثيرة )، بالرفع على : وهناك فاكهة، كقوله : وحور عين ﴿ وَفُرُشٍ ﴾ جمع فراش. وقرىء :( وفرش ) بالتخفيف ﴿ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ نضدت حتى ارتفعت. أو مرفوعة على الأسرة. وقيل : هي النساء، لأن المرأة يكنى عنها بالفراش مرفوعة على الأرائك. قال الله تعالى :﴿ هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِى ظِلَالٍ عَلَى الاْرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴾ ( يس : ٥٦ )، ويدل عليه قوله تعالى :﴿ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء ﴾ وعلى التفسير الأول أضمر لهنّ، لأنّ ذكر الفرش وهي المضاجع دلّ عليهن ﴿ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء ﴾ ( الواقعة : ٣٥ ) أي ابتدأنا خلقهن ابتداء جديداً من غير ولادة، فإما أن يراد. اللاتي ابتدىء إنشاؤهن ؛ أو اللاتي أعيد إنشاؤهن. وعن رسول الله ﷺ :
( ١١٢٢ ) أنّ أمّ سلمة رضي الله عنها سألته عن قول الله تعالى :﴿ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ ﴾ فقال :( يا أم سلمة هنّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطا رمصا، جعلهنّ الله بعد الكبر ) ﴿ أَتْرَاباً ﴾ على ميلاد واحد في الاستواء، كلما أتاهنَّ أزواجهنّ وجدوهنّ أبكارا ؛ فلما سمعت عائشة رضي الله عنها ذلك من رسول الله ﷺ قالت : واوجعاه فقال رسول الله ﷺ :( ليس هناك وجع ).

__________


الصفحة التالية
Icon