لأنه نزل نجوماً من بين سائر كتب الله تعالى، فكأنه في نفسه تنزيل ؛ ولذلك جرى مجرى بعض أسمائه، فقيل : جاء في التنزيل كذا، ونطق به التنزيل. أو هو تنزيل على حرف المبتدأ. وقرىء :( تنزيلاً ) على : نزل تنزيلاً.
! ٧ < ﴿ أَفَبِهَاذَا الْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ > ٧ !
< < الواقعة :( ٨١ - ٨٢ ) أفبهذا الحديث أنتم..... > > ﴿ أَفَبِهَاذَا الْحَدِيثِ ﴾ يعني القرآن ﴿ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ ﴾ أي : متهاونون به، كمن يدهن في الأمر، أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاوناً به ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ ﴾ على حذف المضاف، يعني : وتجعلون شكر رزقكم التكذيب، أي : وضعتم التكذيب موضع الشكر. وقرأ علي رضي الله عنه :( وتجعلون شكركم أنكم تكذبون ) وقيل : هي قراءة رسول الله ﷺ : والمعنى وتجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به. وقيل : نزلت في الأنواء ونسبتهم السقيا إليها. والرزق : المطر، يعني : وتجعلون شكر ما يرزقكم الله من الغيث أنكم تكذبون بكونه من الله، حيث تنسبونه إلى النجوم. وقرىء :( تكذبون ) وهو قولهم في القرآن : شعر وسحر وافتراء. وفي المطر : وهو من الأنواء، ولأنّ كل مكذب بالحق كاذب.
! ٧ < ﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَاكِن لاَّ تُبْصِرُونَ * فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّاتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّآلِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَاذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ > ٧ !
< < الواقعة :( ٨٣ ) فلولا إذا بلغت..... > > ترتيب الآية : فلولا ترجعونها إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين. و ( فلولا ) الثانية مكررة للتوكيد، والضمير في ﴿ تَرْجِعُونَهَا ﴾ للنفس وهي الروح، وفي ﴿ أَقْرَبُ إِلَيْهِ ﴾ للمحتضر ﴿ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴾ غير مربوبين، من دان السلطان الرعية إذا ساسهم. ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ ﴾ يا أهل الميت بقدرتنا وعلمنا، أو بملائكة الموت. والمعنى : إنكم في جحودكم أفعال الله تعالى وآياته في كل شيء إن أنزل عليكم كتاباً معجزاً قلتم : سحر وافتراء. وإن أرسل إليكم رسولاً قلتم : ساحر كذاب، وإن رزقكم مطراً يحييكم به قلتم : صدق نوء كذا، على مذهب يؤدي إلى الإهمال والتعطيل فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن بعد بلوغه الحلقوم إن لم يكن ثم قابض وكنتم صادقين في تعطيلكم وكفركم بالمحيي المميت المبدىء المعيد ﴿ فَأَمَّا إِن كَانَ ﴾ المتوفى ﴿ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ من السابقين من الأزواج الثلاثة المذكورة في أوّل السورة ﴿ فَرَوْحٌ ﴾ فله استراحة.

__________


الصفحة التالية
Icon