لأنهم ليسوا من أهل اللطف. فإن قلت : ما معنى ( قد ) في قوله ﴿ قَدْ * تَعْلَمُونَ ﴾ ؟ قلت : معناه التوكيد كأنه قال : وتعلمون علماً يقيناً لا شبهة لكم فيه.
! ٧ < ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يابَنِى إِسْرَاءِيلَ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُواْ هَاذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ > ٧ !
< < الصف :( ٦ ) وإذ قال عيسى..... > > قيل : إنما قال :( يا بني إسرائيل ) ولم يقل : يا قوم كما قال موسى ؛ لأنه لا نسب له فيهم فيكونوا قومه. والمعنى : أرسلت إليكم في حال تصديقي ما تقدمني ﴿ مِنَ التَوْرَاةِ ﴾ وفي حال تبشيري ﴿ بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى ﴾ يعني : أن ديني التصديق بكتب الله وأنبيائه جميعاً ممن تقدم وتأخر. وقرىء :( من بعدي )، بسكون الياء وفتحها، والخليل وسيبويه يختاران الفتح. وعن كعب : أن الحواريين قالوا لعيسى : يا روح الله، هل بعدنا من أمّة ؟ قال : نعم أمّة أحمد حكماء علماء أبرار أتقياء، كأنهم من الفقه أنبياء، يرضون من الله باليسير من الرزق، ويرضى الله منهم باليسير من العمل. فإن قلت : بم انتصب مصدقاً ومبشراً ؟ أبما في الرسول من معنى الإرسال أم بإليكم ؟ قلت : بل بمعنى الإرسال ؛ لأن ﴿ إِلَيْكُم ﴾ صلة للرسول، فلا يجوز أن تعمل شيئاً لأن حروف الجرّ لا تعمل بأنفسها، ولكن بما فيها من معنى الفعل ؛ فإذا وقعت صلات لم تتضمن معنى فعل، فمنأين تعمل ؟ وقرىء :( هذا ساحر مبين ).
! ٧ < ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ > ٧ !
< < الصف :( ٧ ) ومن أظلم ممن..... > > وأي الناس أشد ظلماً ممن يدعوه ربه على لسان نبيه إلى الإسلام الذي له فيه سعادة الدارين، فيجعل مكان إجابته إليه افتراء الكذب على الله بقوله لكلامه الذي هو دعاء عباده إلى الحق : هذا سحر، لأنّ السحر كذب وتمويه. وقرأ طلحة بن مصرف :( وهو يدعي )، بمعنى دعاه وادّعاه، نحو : لمسه والتمسه. وعنه : يدّعي، بمعنى يدعو، وهو الله عز وجل.
! ٧ < ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ > ٧ !
< < الصف :( ٨ ) يريدون ليطفئوا نور..... > > أصله ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ ﴾ ( التوبة : ٣٢ ) كما جاء في سورة براءة، وكأن هذه اللام زيدت مع