> ١ ( سورة المعارج ) ١ <
مكية، وآياتها ٤٤ ( نزلت بعد الحاقة )
بسم اللَّه الرحمان الرحيم
! ٧ < ﴿ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً * يَوْمَ تَكُونُ السَّمَآءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلاَ يَسْألُ حَمِيمٌ حَمِيماً * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِى تُأوِيهِ * وَمَن فِى الاٌّ رْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ * كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾ > ٧ !
< < المعارج :( ١ ) سأل سائل بعذاب..... > > ضمن ﴿ سَأَلَ ﴾ معنى دعا، فعدّى تعديته، كأنه قيل : دعا داع ﴿ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴾ من قولك : دعا بكذا. إذا استدعى وطلبه. ومنه قوله تعالى :( يدعون فيها بكل فاكهة ) وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : هو النضر بن الحرث قال : إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وقيل : هو رسول اللَّه ﷺ، استعجل بعذاب للكافرين. وقرىء :( سال سائل ) وهو على وجهين : إما أن يكون من السؤال وهي لغة قريش، يقولون : سلت تسأل، وهما يتسايلان ؛ وأن يكون من السيلان. ويؤيده قراءة ابن عباس ( سال سيل )، والسيل : مصدر في معنى السائل، كالغور بمعنى الغائر. والمعنى : اندفع عليهم وادى عذاب فذهب بهم وأهلكهم. وعن قتادة : سأل سائل عن عذاب الله على من ينزل وبمن يقع ؟ فنزلت، وسأل على هذا الوجه مضمن معنى : عنى واهتم فإن قلت : بم يتصل قوله :﴿ لِّلْكَافِرِينَ ﴾ قلت : هو على القول الأوّل متصل بعذاب صفة له، أي : بعذاب واقع كائن للكافرين، أو بالفعل، أي : دعا للكافرين بعذاب واقع، أو بواقع ؛ أي : بعذاب نازل لأجلهم، وعلى الثاني : هو كلام مبتدأ جواب للسائل، أي : هو للكافرين. فإن قلت : فقوله ﴿ مِنَ اللَّهِ ﴾ بم يتصل ؟ قلت : يتصل بواقع، أي واقع من عنده، أو بدافع ؛ بمعنى : ليس له دافع من جهته إذا جاء وقته وأوجبت الحكمة وقوعه ﴿ ذِي الْمَعَارِجِ ﴾ ذي المصاعد جمع معرج، ثم وصف المصاعد وبعد مداها في العلو والارتفاع فقال :﴿ تَعْرُجُ الْمَلَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ﴾ إلى عرشه وحيث